الجامع الكبير في باريس يدين تصريحات معادية للمسلمين على قناة فرنسية

الجامع الكبير في باريس يدين تصريحات معادية للمسلمين على قناة فرنسية
أدان الجامع الكبير في باريس تصريحات اعتبرها “مخزية” و”بالغة الخطورة” بُثّت على قناة France Info، ووصفها بأنها تمثل سردية عنصرية وخطاباً إسلاموفوبياً يهدد التعايش المجتمعي في فرنسا.
وقال بيان صادر عن الجامع، وقّعه رئيسه شمس الدين حفيظ، إنه تمت إحالة القضية إلى الهيئة المنظمة للبث السمعي البصري في فرنسا (Arcom) لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بعد أن وصفت الصحفية فيرجيني ليكاسبل المسلمين في فرنسا بأنهم “تهديد ديموغرافي” واتهمتهم بأنهم “معادون للسامية بطبيعتهم”.
وأوضح البيان أن ما صدر عن ليكاسبل يعكس تبنّي نظرية “الاستبدال الكبير”، التي تقوم على خيال تآمري يروّج لفكرة إحلال السكان المسلمين محل غيرهم، وهو خطاب اعتبره الجامع الكبير تحريضياً وعنصرياً. وأضاف أن “عرض المسلمين كتهديد واتهامهم بطبيعتهم بمعاداة السامية هو تمييز لا يمكن التهاون فيه”.
وخلال البرنامج، تحدثت الصحفية عن قلقها من ارتفاع معدلات المواليد بين السكان المسلمين، وقارنت ذلك بالتركيبة الديموغرافية للجالية اليهودية في فرنسا، ما أثار موجة استنكار واسعة، خصوصاً أن القناة ممولة من أموال جميع المواطنين.
الجامع الكبير ذكّر في بيانه بموقفه الرافض لاستيراد الصراع الإسرائـ،ـيلي الفلسطيني إلى الأراضي الفرنسية، مشدداً على أهمية التعايش المشترك ورفض كافة أشكال التحريض. كما حذر من مخاطر التهوين من الخطاب المعادي للمسلمين، مستشهداً بمسح لمؤسسة IFOP أظهر أن نصف المسلمين في فرنسا، بمن فيهم غير الممارسين، تعرضوا للتمييز في مرحلة ما من حياتهم.
وليست هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها الجامع الكبير في مواجهة خطابات الإسلاموفوبيا، إذ كان قد رفع شكوى في 16 سبتمبر الماضي ضد تصريحات جان-مارك سيلفيستري على قناة BFMTV بعد حديثه عن “اللغة المسلمة” في إشارة إلى اللغة العربية، وهو ما اعتبره شمس الدين حفيظ “إسلاموفوبيا مباشرة” ومحاولة لربط اللغة العربية بهوية دينية محددة.
واختتم الجامع الكبير بيانه بالتأكيد على أن الجمهورية الفرنسية يجب أن تقوم على “الأخوة بين جميع المواطنين، لا على نشر الخيالات والأوهام التي تغذي الانقسام والكراهية”.