“الإسلام خارجاً”.. استهداف مصلى في فرنسا بعبارات مسيئة وإلقاء عظام خنازير

“الإسلام خارجاً”.. استهداف مصلى في فرنسا بعبارات مسيئة وإلقاء عظام خنازير
تعرضت قاعة للصلاة في مدينة فونتين بضاحية غرونوبل الفرنسية، لاعتداء عنصري أثار موجة استنكار واسعة، بعدما فوجئ المصلون بعبارة “الإسلام خارجاً” مكتوبة على باب القاعة، إضافة إلى العثور على عظام خنزير وقطع نقانق موضوعة عند المدخل.
الجمعية الثقافية للمسلمين في فونتين (ACMF) أدانت الاعتداء بشدة، واصفة إياه بأنه “أعمال معادية للمسلمين تنم عن لؤم غير قابل للوصف”، مؤكدة أن ما جرى لا يستهدف المسلمين فقط، بل يضرب “القيم الأساسية للجمهورية الفرنسية”. وشددت على أن “الإسلام دين سلام، ويعلّم أن مواجهة الحقد تكون بالسكينة”.
الاعتداء أثار تفاعلاً رسمياً سريعاً، إذ زار عمدة فونتين فرانك لونغو مكان الحادث، فيما أكدت محافظة المنطقة كاترين سيغان أن أجهزة الأمن “مجندة بشكل كامل لتحديد هوية مرتكبي هذا الفعل الشنيع”. كما فتح الادعاء العام تحقيقاً رسمياً لتعقب الجناة.
سياسياً، أدان مرشح حزب “فرنسا الأبية” (LFI) لبلدية غرونوبل آلان برونون الهجوم، واصفاً إياه بـ”الأفعال الحقيرة والتخريب المقزز”، داعياً السلطات إلى اتخاذ إجراءات عملية لحماية الجالية المسلمة. من جانبه، أعلن فرع الحزب الشيوعي الفرنسي (PCF) تضامنه الكامل مع المسلمين في فونتين، فيما دعا “التجمع لمكافحة الإسلاموفوبيا في أوروبا” (CCIE) إلى توثيق الحادثة إلكترونياً لمتابعتها قضائياً.
ويأتي هذا الاعتداء بعد سلسلة هجمات استهدفت، في 9 أيلول/سبتمبر، تسعة مساجد في باريس وضواحيها، حيث عُثر على رؤوس خنازير أمام أبوابها، ما أثار صدمة عارمة في الأوساط الدينية والسياسية. وقد وصف الجامع الكبير في باريس تلك الأعمال بأنها “مرحلة خطيرة في تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين”، مؤكداً أن أماكن العبادة يجب أن تبقى بعيدة عن كل أشكال التدنيس والعنف.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً مباشراً بالعميد شمس الدين حفيز، أعرب فيه عن “تضامنه الكامل” مع مسلمي فرنسا، متعهداً بتسخير جميع الوسائل لتعقب المتورطين وتعزيز حماية المساجد. كما أعلن عن عقد اجتماع استثنائي للمنتدى الفرنسي للإسلام لبحث التداعيات والإجراءات المرتقبة.
سياسياً، اشتعل الجدل بين القوى الحزبية، حيث اتهم زعيم “فرنسا الأبية” جان لوك ميلونشون وزير الداخلية برونو ريتايو بـ”تأجيج الأجواء” من خلال تصريحاته المثيرة للجدل، بينما أعرب ريتايو عن “سخطه” من الحادثة، معتبراً ما جرى “نوعاً من التدنيس”، مؤكداً عزمه على متابعة الملف قضائياً وتعزيز الإجراءات الأمنية حول أماكن العبادة.
وتأتي هذه الاعتداءات في ظل صعود لافت لخطابات الكراهية ومعاداة الإسلام في فرنسا، ما أثار تحذيرات من خطر تحولها إلى تهديد مباشر للوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي في البلاد.