أوروبا

اتهامات زائفة للمسلمين بإحراق كنيسة وتدمير مكتبة كاثوليكية بفرنسا تثير موجة تحريض واسعة

اتهامات زائفة للمسلمين بإحراق كنيسة وتدمير مكتبة كاثوليكية بفرنسا تثير موجة تحريض واسعة

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في فرنسا خلال الأيام الماضية تداول مقاطع فيديو ومنشورات اتهمت المسلمين والمهاجرين بالوقوف وراء حريق كنيسة “الحبل بلا دنس” في بلدة سانت أومير، إلى جانب اتهامات أخرى مرتبطة بتدمير مكتبة كاثوليكية في مدينة نانت. هذه المزاعم، التي تبنّتها حسابات يمينية وأخرى مثيرة للجدل، سرعان ما لاقت انتشاراً واسعاً وحصدت ملايين المشاهدات، ما أسهم في تأجيج خطاب الكراهية ضد المسلمين.
أحد المقاطع الذي نشره حساب يُدعى “فراز برويز” على منصة “إكس”، زعم أن الحريق نُفذ من قبل “إسلاميين”، ودعا صراحة إلى “حماية الكنائس من الجهاديين”. أما ناشطون آخرون، بينهم فاطمة خان وديفيد ياشوع، فقد قدّموا الحادثة على أنها جزء من “هجوم منظم ضد المسيحية في أوروبا” من قبل مهاجرين مسلمين، على حد قولهم.
لكن التحقيقات الرسمية الفرنسية دحضت هذه الادعاءات، إذ أعلنت النيابة توقيف رجل في التاسعة والثلاثين من عمره، بلا مأوى أو عمل، وله سجل جنائي يضم 26 إدانة سابقة من بينها حرق أربع كنائس عام 2021. المتهم اعترف بأنه تسلل إلى الكنيسة بهدف السرقة قبل أن يشعل النار عند مغادرته. ولم تشر السلطات إلى أي صلة للمسلمين أو للمهاجرين بالحادثة.
أما فيما يتعلق بما أشيع حول “اعتداء جهاديين” على مكتبة دوبري الكاثوليكية في نانت، فقد بيّنت عمليات التحقق أن المشاهد المتداولة تعود إلى أعمال شغب شهدتها المدينة في يوليو/تموز 2023 إثر مقتل الشاب نائل مرزوقي برصاص الشرطة، ولم يكن لها أي علاقة بدوافع دينية أو باستهداف منشآت مسيحية.
هذه المزاعم الكاذبة سلطت الضوء مجدداً على تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا، والتي لا تقتصر على التحريض الرقمي وخطاب الكراهية، بل تنعكس في أحيان كثيرة على شكل اعتداءات جسدية تصل إلى القتل، فضلاً عن سياسات حكومية يُنظر إليها على أنها تستهدف المسلمين بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى