الحكومة النمساوية توافق على حظر ارتداء الحجاب للفتيات دون 14 عاماً في المدارس بدءاً من 2026

الحكومة النمساوية توافق على حظر ارتداء الحجاب للفتيات دون 14 عاماً في المدارس بدءاً من 2026
توصلت الحكومة النمساوية إلى اتفاق على فرض حظر ارتداء الحجاب على الفتيات الصغيرات في المدارس، على أن يبدأ تطبيقه اعتبارًا من الفصل الدراسي المقبل في فبراير، ويشمل المدارس العامة والخاصة للفتيات حتى سن 14 عامًا. ويواجه أولياء الأمور في حال مخالفة الحظر غرامات تصل إلى 1000 يورو، فيما أعرب بعض خبراء القانون الدستوري عن مخاوفهم من تداعيات هذا القرار، فيما استندت الحكومة أيضًا إلى دراسة فرنسية لدعم موقفها، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.
وأعلنت وزيرة الاندماج كلوديا بلاكولم (ÖVP) خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء عن إرسال مشروع القانون للتشاور قبل اعتماده رسميًا. ووفقًا للخطط الحكومية، يشمل الحظر جميع المدارس العامة والخاصة، ويبدأ تطبيقه اعتبارًا من الفصل الدراسي المقبل. في حال مخالفة الفتيات للقانون، يبدأ الأمر بمحادثة بين إدارة المدرسة والفتاة المعنية، مع إخطار أولياء الأمور. وإذا لم تنجح هذه الخطوة، يتم تصعيد الأمر إلى مديرية التعليم والجهات المعنية برعاية الأطفال والشباب، مع إمكانية فرض غرامات إدارية تتراوح بين 150 و1000 يورو كخطوة أخيرة.
وأكدت بلاكولم أن ارتداء الحجاب للفتيات الصغيرات يمثل “رمزًا للاضطهاد”، مشددة على أهمية تطبيق الحظر بسرعة. كما أيدت أحزاب أخرى القرار، حيث شدد كل من الحزب الاشتراكي SPÖ وحزب Neos على أهمية حماية حق الفتيات في حياة حرة ومستقلة، واعتبار الحظر خطوة لتعزيز دورهن وتمكينهن.
غير أن خبراء القانون الدستوري أبدوا مخاوفهم، مشيرين إلى أن هذه ليست المحاولة الأولى لحظر الحجاب في المدارس. فقد كانت الحكومة السابقة بقيادة سيباستيان كورت قد حاولت تنفيذ حظر مماثل في 2019، إلا أن المحكمة الدستورية العليا أبطلت القرار في العام التالي. وأوضح بعض الخبراء أن الحظر قد يشكل تدخلًا في حرية الدين ويخرق مبدأ المساواة، خصوصًا أن رموزًا دينية أخرى، مثل الكيبا أو قلادة الصليب، لم تُمنع.
استندت الحكومة في دعم موقفها إلى دراسة فرنسية توصلت إلى أن حظر الرموز الدينية في المدارس أدى إلى تحسين التحصيل الدراسي للفتيات المسلمات دون أن يسفر عن انسحابهن من النظام التعليمي. وأكدت وزيرة الاندماج أن الحكومة ستطبق “تدابير مصاحبة واضحة”، مثل منع ظاهرة المراهقين الذين يفرضون القيم التقليدية على زميلاتهم، وبرامج تمكين الفتيات لضمان نجاح القانون هذه المرة.