تزايد الإسلاموفوبيا في بريطانيا.. تخريب مسجد برموز صليبية يثير الغضب والصدمة

تزايد الإسلاموفوبيا في بريطانيا.. تخريب مسجد برموز صليبية يثير الغضب والصدمة
تشهد بريطانيا تصاعدًا مقلقًا في حوادث الكراهية ضد المسلمين، كان أحدثها الهجوم التخريبي الذي طال المركز الإسلامي في مقاطعة إسيكس. فقد فتحت الشرطة تحقيقًا عاجلًا عقب اكتشاف كتابات جدارية تحمل عبارات مسيئة ورموزًا صليبية على جدران المركز في مدينة باسيلدون، وذلك في وقت متأخر من ليلة الخميس الماضي. ووفق بيان شرطة إسيكس، رُصد رجلان عبر كاميرات المراقبة بالقرب من الموقع، ونُشرت صورهما للمساعدة في تحديد هويتهما.
الهجوم الذي وقع عند الساعة الحادية عشرة ليلًا، أثار موجة غضب واسعة في الأوساط المحلية، بعد أن تبيّن أن الكتابات تضمنت عبارات مثل “المسيح هو الملك” و”هذه إنجلترا”، إضافة إلى صليب العلم الإنجليزي مرسومًا باللون الأحمر، في رسالة بدت وكأنها محاولة متعمدة لبث الرعب بين المسلمين في المنطقة.
المواقف السياسية لم تتأخر، إذ أدان غافين كالاهان، زعيم مجلس حزب العمال المحلي، الاعتداء بشدة واصفًا منفذيه بأنهم “أوغاد جبناء”، مؤكدًا أن ما حدث لا يمثل القيم الوطنية ولا التعاليم المسيحية. وأضاف عبر منصة “إكس”: “لو حضر هؤلاء الكنيسة يوم الأحد لسمعوا أن على الإنسان أن يحب غيره كما يحب نفسه. هذا العمل ليس شجاعة ولا وطنية، بل جبن إجرامي مثير للشفقة”.
في موازاة التحقيقات الأمنية، سارع متطوعون محليون وأعضاء مجلس باسيلدون إلى تنظيف جدران المركز وإزالة آثار التخريب قبل صلاة الجمعة، في خطوة لاقت إشادة من المجتمع المحلي، حيث أكد كالاهان أن هذه المبادرة أظهرت أن المعتدين لا يمثلون المدينة ولا سكانها.
الشرطة بدورها نشرت أوصافًا دقيقة للمشتبه بهما: الأول رجل أبيض في الثلاثينيات، قوي البنية وله شارب، كان يرتدي بنطالًا أسود وكنزة رمادية بلا أكمام. أما الثاني فهو طويل القامة يبلغ نحو 1.90 مترًا، نحيف البنية، وكان يرتدي سروالًا رماديًا وكنزة بغطاء رأس رمادي مع حذاء رياضي أبيض. وأكدت الشرطة أن القضية تُعامَل كجريمة كراهية مدفوعة بالعنصرية.
من جهتها، اعتبرت منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن هذا الاعتداء يمثل مؤشرًا خطيرًا على تصاعد الإسلاموفوبيا، إذ لم تعد تقتصر على خطاب الكراهية عبر الإنترنت، بل باتت تتجسد في استهداف مباشر لأماكن العبادة. وأشارت المنصة إلى أن الحادث يكشف عن تغلغل اليمين المتطرف في الشارع البريطاني، بما يهدد التعايش المجتمعي والأمن العام.
وأكدت أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب إجراءات صارمة تتجاوز ملاحقة الجناة، لتشمل معالجة جذور خطاب الكراهية والتحريض السياسي والإعلامي. ورغم ذلك، فإن التضامن الشعبي مع المركز الإسلامي يعكس الوجه الإيجابي للمجتمع البريطاني، لكنه في الوقت نفسه يفرض مسؤولية جماعية للتصدي لموجة العداء المتصاعدة ضد المسلمين.