صحوة إسلامية في أوروبا: المسلمون يصنعون التنوّع الحقيقي في إنكلترا

صحوة إسلامية في أوروبا: المسلمون يصنعون التنوّع الحقيقي في إنكلترا
في مشهد حضاري متسارع، يواصل الإسلام حضوره المتنامي داخل المجتمع البريطاني، حيث تشهد مدن كبرى مثل لندن وبرمنغهام وبرادفورد وليستر ازدهاراً لافتاً في الهوية الإسلامية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية.
وبحسب إحصاءات التعداد السكاني لعام 2021، بات المسلمون يشكّلون نحو 6.5% من سكان إنكلترا، وهي نسبة تعكس تحولاً ديموغرافياً وثقافياً عميقاً، مدفوعاً بالهجرة، والولادات المرتفعة، وارتفاع حالات اعتناق الإسلام.
كما أشار تقرير دولي صدر مؤخراً، الى أن المساجد والمدارس الإسلامية، والمراكز التجارية التي تعتمد الاطعمة الحلال، والاحتفالات الجماهيرية بعيدَي الفطر والأضحى، لم تعد استثناء، بل أصبحت جزءاً من المشهد الوطني البريطاني. كما ساهمت المشاركة السياسية الفاعلة للمسلمين في تعزيز دورهم كمكون أساسي في نسيج المملكة المتحدة.
ومع تنامي الوجود الإسلامي، باتت بريطانيا اليوم أمام اختبار جديد من التسامح والانفتاح. فبينما ينظر البعض إلى هذا التنوّع باعتباره إنجازاً حضارياً ودليلاً على نجاح النموذج البريطاني في التعايش، يحاول آخرون إثارة مخاوف مبالغ فيها تتعلق بالهوية والاندماج، متجاهلين المساهمات الجوهرية للمسلمين في الاقتصاد، والتعليم، والرعاية الصحية، والسياسة.
وعلى الرغم من محاولات التشويه من قبل بعض وسائل الإعلام أو استغلال حالات متطرفة نادرة، إلا أن صوت العقل يؤكد أن الغالبية الساحقة من مسلمي بريطانيا يعيشون في سلام ويقدّمون صورة مشرقة عن الإسلام الأصيل، المبني على الرحمة، والعمل، والاحترام المتبادل.