النساء المسلمات في وسائل الإعلام: كسر الحواجز وتحمل العبء

تقرير يكشف تمييزًا ممنهجًا يدفع الصحفيات المسلمات في بريطانيا إلى مغادرة الإعلام قسرًا
كشف تقرير حديث صدر عن مركز مراقبة الإعلام (CfMM) عن حجم التمييز المنهجي والخطير الذي تتعرض له النساء المسلمات داخل كبرى المؤسسات الإعلامية في المملكة المتحدة، مؤكّدًا أن هذا الواقع يهدد وجودهن المهني ويدفع كثيرات منهن إلى ترك الصحافة قسرًا، بفعل بيئة عمل تطغى عليها الإقصاء والعنصرية والتهميش الصامت.
وجاء في التقرير، الذي حمل عنوان “النساء المسلمات في وسائل الإعلام: كسر الحواجز وتحمل العبء”، أن أكثر من 90% من المشاركات في الاستطلاع أكدن أن مشاعر الكراهية تجاه الإسلام متجذرة في أماكن عملهن، فيما أفادت 72% بتعرضهن لتمييز مباشر على خلفية هويتهن الإسلامية.
واعتمد التقرير على شهادات 102 من الصحفيات المسلمات العاملات في وسائل الإعلام البريطانية، وكشف أن رمزية الحجاب وحدها تمثّل عقبة تحول دون صعود الصحفية المسلمة في مسارات الترقية، وتدفع بها نحو ملفات “قصص الأقليات”، دون السماح لها بالوصول إلى القضايا العامة والمؤثرة.
ومن بين النتائج اللافتة، أشار التقرير إلى أن 85% من المشاركات أكدّن تأثّر صحتهن النفسية سلبًا بفعل التغطية الإعلامية البريطانية للحرب الأخيرة على غزة، فيما أعربت 60% عن رغبتهن الجدية في مغادرة المهنة بشكل نهائي، بعد أن شعرن بأن أصواتهن مهمّشة تمامًا داخل غرف التحرير.
وأوضح التقرير أن التمييز لا يقتصر على السياسات التحريرية، بل يمتد إلى الثقافة المؤسساتية اليومية التي تتجلى في أشكال متعددة من التهميش، كالتجاهل المتعمد، والاستبعاد من دوائر القرار، وغياب الشعور بالانتماء. ونقلت بعض المشاركات أنهن يعشن في صراع دائم بين هويتهن الإيمانية ومتطلبات البقاء في بيئة مهنية لا تعترف بتنوّع الخلفيات.
وحذر التقرير من أزمة صامتة تهدد مستقبل الإعلام البريطاني، تتمثّل في هجرة جماعية وشيكة للنساء المسلمات من هذا القطاع، ما لم يُعتمد إصلاح حقيقي يتجاوز الشعارات الشكلية للتنوع ويؤسس لعدالة مهنية تراعي التعدد الثقافي والديني داخل المؤسسات الإعلامية.