أوروبا

المسلمون في بريطانيا بين مطرقة العنصرية وسندان “الاندماج المسموم”

المسلمون في بريطانيا بين مطرقة العنصرية وسندان “الاندماج المسموم”

كشف تحقيق أكاديمي بريطاني بارز عن سياسات ممنهجة تُمارس بحق المسلمين في بريطانيا تحت ذريعة “الاندماج”، تصوّرهم كمصدر خطر دائم، سواء عبر اتهامات بالتطرف أو تضخيم ملف عصابات الاستغلال الجنسي، في سردية رسمية تخفي وراءها تمييزًا بنيويًا عميقًا.
وأشار التحقيق إلى ما يُعرف بـ”حصان طروادة”، وهو الحجة التي استخدمت للهجوم على مدارس تديرها جاليات مسلمة في برمنغهام، والتي تبين لاحقًا أنها كانت فخًا سياسيًا لتصفية أي هوية إسلامية قوية ضمن البيئة التعليمية البريطانية. ورغم سقوط القضية قانونيًا، لم تتراجع تلك السياسات، بل تعززت تحت شعار “تعزيز القيم البريطانية الأساسية”.
كما يستهدف برنامج “بريفنت” الذي فُرض حتى على رياض الأطفال آلاف الأطفال المسلمين، في وقت تتجاهل فيه السلطات توصيات رسمية لحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي الحقيقي. هذا يعكس تحوّلًا في “الحماية” إلى أداة للرقابة الثقافية وليس لرعاية الضحايا.
وأكد التحقيق أن السلطات البريطانية فشلت في حماية الأطفال فعليًا، لكنها سارعت إلى اتهام المسلمين جماعيًا وإدخالهم دائرة الشك دون أدلة قاطعة، مما أدى إلى إغلاق مدارس ناجحة وإقصاء معلمين بارزين فقط بسبب هويتهم الإسلامية ونجاحهم.
ويُبرز التحقيق ازدواجية سياسية ترى في المسلمين تهديدًا حتى عند نجاحهم، مع رفض الاعتراف بالتقصير في حماية المجتمع من مشكلات حقيقية، مما يضع أزمة الاندماج في بريطانيا تحت مجهر نقدي شديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى