أوروبا

في الذكرى العشرين لتفجيرات لندن.. تقرير BBC يرصد تحوّلاً عميقاً في وعي المسلمين البريطانيين

في الذكرى العشرين لتفجيرات لندن.. تقرير BBC يرصد تحوّلاً عميقاً في وعي المسلمين البريطانيين

في الذكرى العشرين لتفجيرات السابع من تموز عام 2005 التي أودت بحياة 52 شخصًا وهزّت العاصمة البريطانية لندن، نشرت شبكة BBC تقريرًا موسّعًا تناول فيه التحولات العميقة التي شهدها واقع المسلمين في بريطانيا، لا سيما في مدينة ليدز التي خرج منها ثلاثة من منفذي الهجمات.
وسلّط التقرير الضوء على أصوات مسلمة اختارت أن تردّ على خطاب الكراهية بالاندماج الإيجابي والعمل المجتمعي، حيث برزت شخصيات شابة مثل فهد خان، الذي كان في سن الثامنة عشرة آنذاك، والذي اختار طريق العمل التطوعي ومساعدة الشباب المسلمين على تجاوز التهميش والاتهامات الجماعية، مؤكّدًا أن الإسلام لا يتعارض مع الانتماء الوطني والانخراط الإيجابي في المجتمع.
التقرير أشار أيضًا إلى التحديات التي واجهت المجتمع المسلم بعد الهجمات، وعلى رأسها برنامج “بريفنت” الحكومي، الذي أُطلق للوقاية من التطرف لكنه واجه انتقادات حادة من منظمات تعليمية وإسلامية بسبب اعتماده على سياسات الرقابة والاشتباه، بدلًا من الدعم والحوار.
وشهد التقرير انتقادات مماثلة من شخصيات بارزة، منها باحثون ومستشارون ممن شاركوا في صياغة السياسات في تلك المرحلة، الذين اعتبروا أن المقاربة الأمنية فاقمت مشاعر العزلة والوصم بدلًا من معالجتها. كما عبّر ناشطون عن استيائهم من تصوير المسلمين كمجتمع موضع شبهة دائم، مشددين على أن الحل يكمن في تمكين الشباب بالحوار والتربية والدعم لا عبر الرقابة والإقصاء.
وركّز التقرير على التغيير الذي شهدته مدينة ليدز تحديدًا، مشيرًا إلى ارتفاع نسب التعليم والاندماج بين المسلمين، وبروز أجيال جديدة أكثر وعيًا وثقة وانفتاحًا، وهو ما جعل المدينة تتحول من رمز للألم إلى نموذج للتعافي والنهضة المجتمعية.
واختتم التقرير برسالة مفادها أن المسلمين البريطانيين استطاعوا، بعد عقدين من تلك اللحظة القاتمة، أن يثبتوا أن الإسلام ليس تهديدًا، بل جزء من الحل في مواجهة التطرف وبناء مجتمع أكثر عدالة وشمولًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى