175 هجومًا في عام واحد.. تصاعد استهداف المساجد يدق ناقوس الخطر في ألمانيا

175 هجومًا في عام واحد.. تصاعد استهداف المساجد يدق ناقوس الخطر في ألمانيا
في تطوّر يثير القلق، كشف “الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية في ألمانيا” عن تسجيل رقم قياسي في عدد الهجمات التي طالت المساجد داخل البلاد خلال عام 2024، بلغ 175 هجومًا، في تصعيد غير مسبوق وصفه الاتحاد بأنه “ناقوس خطر” يُهدد واقع المسلمين في ألمانيا ويقوّض أسس التعايش.
وأوضح الاتحاد، الذي يُعد أكبر مؤسسة مظلة للمسلمين ويشرف على نحو ألف مسجد، أن عدد الهجمات تضاعف بشكل لافت منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. فقد سُجّل 43 هجومًا فقط قبل اندلاع الحرب، ليرتفع العدد إلى 100 هجوم خلال الأشهر الثلاثة اللاحقة، ويصل إلى 175 مع نهاية عام 2024، في زيادة قُدّرت بأربعة أضعاف مقارنة بعام 2021.
وأشار تقرير أصدره مكتب مكافحة التمييز التابع للاتحاد، في 3 يونيو/حزيران الجاري، إلى أن 96% من هذه الهجمات استهدفت مساجد تابعة له، فيما تنوعت بين رسائل تهديد مكتوبة، وعبارات عنصرية على الجدران، وأعمال تخريب ورسم رموز نازية محظورة كالصليب المعقوف، فضلًا عن تهديدات مباشرة ضد مرتادي المساجد.
وأكد الاتحاد أن هذه الهجمات تأتي في سياق تصاعد الإسلاموفوبيا، والتي اعتبرها أحد وجوه “كراهية الأجانب” شأنها شأن معاداة السامية، داعيًا إلى تحرك مجتمعي شامل لمواجهتها. كما وجه رسالة إلى المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يدعوه فيها للتعاون المشترك لمكافحة جميع أشكال الكراهية والعنصرية.
وفي ظل هذه التهديدات، كثف الاتحاد جهوده لتعزيز أنظمة المراقبة في المساجد، والتنسيق مع السلطات الأمنية لتقديم الجناة للعدالة، كما أطلق مبادرات تهدف إلى تعزيز ثقافة العيش المشترك، ونشر الوعي حول حقوق المسلمين كمواطنين متساوين في المجتمع.
ودعا الاتحاد المسلمين إلى التفاعل الإيجابي مع المجتمع، والمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، من الأعمال إلى السياسة، مؤكدًا أن هذه الهجمات لن تُثني الجالية عن دورها في بناء مجتمع ألماني متماسك ومتعدد الهويات.
وبحسب آخر إحصاء رسمي أُجري في 2019، يقدَّر عدد المسلمين في ألمانيا بما بين 5.3 و5.6 ملايين شخص، يشكلون حوالي 6.6% من مجموع السكان.