أوروبا

هجوم عنصري تحت قبة البرلمان البريطاني يستهدف المسلمات بحجج واهية

هجوم عنصري تحت قبة البرلمان البريطاني يستهدف المسلمات بحجج واهية

في تصعيد غير مسبوق يعكس تنامي الخطاب العدائي داخل الساحة السياسية البريطانية، أثارت النائبة الجديدة عن حزب الإصلاح، سارة بوتشين، جدلاً واسعاً بعدما استغلت أولى مداخلاتها في البرلمان لمهاجمة البرقع والنقاب، متجاهلة القضايا الملحّة التي تواجه المجتمع البريطاني، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وتفاقم أزمة النظام الصحي وتزايد معدلات الجريمة.
المداخلة التي وُصفت بالصادمة، سرعان ما لاقت دعماً من شخصيات يمينية بارزة، في مقدمتها الوزيرة السابقة سويلا برافيرمان، المعروفة بتصريحاتها العدائية تجاه المسلمين. وفي مشهد بات يتكرر، تحوّل النقاش السياسي من معالجة هموم المواطنين إلى استهداف هوية المرأة المسلمة، واستخدامها وقودًا للجدل الانتخابي والشعبوية السياسية.
ورغم أن من يرتدين البرقع في بريطانيا لا يتجاوز عددهن بضع مئات، تتواصل الحملات السياسية والإعلامية المحمومة ضد هذا اللباس، ما يكشف عن دوافع أعمق تتجاوز الاعتبارات الأمنية أو الثقافية، لتلامس حدود التمييز العنصري.
اللافت أن هذه الدعوات تأتي في وقت تتغاضى فيه السلطات عن تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمات، في ظل فشل ذريع في حماية الحريات الدينية واحترام التعددية الثقافية، ما يثير تساؤلات جدية حول أولويات بعض الأحزاب ومصداقية الخطاب الديمقراطي في البلاد.
وتواجه هذه الحملة انتقادات من منظمات حقوقية ونشطاء، يرون أن استهداف الرموز الدينية للنساء المسلمات هو محاولة لصرف الأنظار عن الأزمات الحقيقية، وتهديد لمبادئ المواطنة المتساوية التي يدّعي النظام البريطاني تمثيلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى