النساء في مقدمة الضحايا.. برلين تسجل أكثر من 644 اعتداء ضد المسلمين في عام واحد
النساء في مقدمة الضحايا.. برلين تسجل أكثر من 644 اعتداء ضد المسلمين في عام واحد
في تصاعدٍ مقلق يعكس حجم الانحدار الأخلاقي والتمييز المؤسساتي في الغرب، كشفت تقارير حقوقية أن العاصمة الألمانية برلين سجلت خلال عام 2024 وحده أكثر من 644 حادثة اعتداء وتمييز ضد المسلمين، بزيادة مرعبة بلغت 70٪ عن العام السابق، أي بمعدل حالتين عنصريتين يوميًا.
وأظهرت البيانات أن النساء المسلمات شكّلن نحو ثلثي الضحايا المعروفين، حيث تعرّض العديد منهن لاعتداءات لفظية وجسدية، بعضها وقع أمام أعين أطفالهن، ما ضاعف من حدة المعاناة النفسية والاجتماعية. هذه الاعتداءات، بحسب التقرير، لم تقتصر على الشوارع العامة، بل طالت المدارس، وأماكن العمل، وحتى المجمعات السكنية، في ظل ما وصفه التقرير بـ”مناخ الكراهية الممنهج”.
وأكدت الجهات الحقوقية أن الأرقام المعلنة لا تعكس الحجم الكامل للواقع، فالكثير من الحالات لا يُبلَّغ عنها خوفًا من الانتقام أو بسبب فقدان الثقة في السلطات، وهو ما يشير إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير من الموثق.
التقرير سلّط الضوء أيضًا على العلاقة المباشرة بين تصاعد هذه الاعتداءات والتوترات السياسية في الشرق الأوسط، حيث يُحمّل المسلمون المحليون تبعات أي حدث دولي، ويُقدَّمون في الإعلام والسياسة على أنهم تهديد أمني، في تجسيد خطير لمنطق “العقاب الجماعي” ضد مجتمعات كاملة.
وحذّرت المنظمات من استمرار هذا الانزلاق نحو التطرف المجتمعي، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية رادعة، وتعزيز برامج التوعية، وحماية الضحايا بدلًا من تركهم فريسة للخوف والتجاهل، في بلد طالما رفع شعارات حقوق الإنسان والتعددية الثقافية.
