محكمة بريطانية تُدين ملحدًا بجريمة حرق القرآن وتعتبرها خطاب كراهية

محكمة بريطانية تُدين ملحدًا بجريمة حرق القرآن وتعتبرها خطاب كراهية
في سابقة قضائية لافتة، أصدرت محكمة “وستمنستر” البريطانية حكمًا بإدانة شخص ملحد أقدم على إحراق نسخة من القرآن الكريم، معتبرة فعلته انتهاكًا صريحًا لقانون النظام العام، لما تضمنته من خطاب كراهية موجّه ضد المسلمين ومعتقداتهم الدينية.
الحكم الذي وصف بأنه تحوّل مهم في مسار العدالة البريطانية، شدّد على أن حرية التعبير لا تمنح غطاءً قانونيًا للإساءة العلنية للمقدسات أو إيذاء مشاعر الملايين من المسلمين، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصرفات تؤدي إلى اضطرابات عامة وتُعد خروجًا عن القانون.
القاضي الذي ترأس الجلسة أكد أن الادعاء بممارسة حرية الرأي لا يعفي من المسؤولية، خاصة حينما يكون الفعل مصحوبًا بعبارات عنصرية ومحتوى تحريضي موثق، موضحًا أن المحكمة ستتعامل بحزم مع أي سلوك يُشعل الكراهية ويهدد السلم المجتمعي.
وقد لقي الحكم ترحيبًا واسعًا من المؤسسات والهيئات الإسلامية داخل بريطانيا وخارجها، حيث اعتُبر رسالة واضحة بأن الإساءة للمقدسات الإسلامية لم تعد تمر دون محاسبة قانونية، وأن خطاب الكراهية لا يُمكن تبريره تحت أي ذريعة.
في المقابل، عبّر عدد من النشطاء العلمانيين عن قلقهم مما اعتبروه “عودة لقوانين التجديف بصيغة جديدة”، إلا أن المحكمة أكدت أن القضية لا تتعلق بحماية معتقد بعينه، بل بحماية النسيج الاجتماعي من التحريض والإهانة العلنية لمكون ديني أساسي في البلاد.
ويُعد هذا الحكم إشارة واضحة إلى تغيّر في التعامل مع الانتهاكات الموجهة ضد الإسلام، ما يعكس تطورًا في الموقف القانوني تجاه احترام المقدسات في المجتمعات المتعددة الأديان والثقافات.