أوروبا

اجتماع في باريس للتحذير من تصاعد الإسلاموفوبيا وتوثيق انتهاكات بحق المسلمين في فرنسا

اجتماع في باريس للتحذير من تصاعد الإسلاموفوبيا وتوثيق انتهاكات بحق المسلمين في فرنسا

احتضنت العاصمة الفرنسية باريس، اجتماعاً حاشداً للتنديد بتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، في ظل ازدياد الإجراءات والتصريحات التي تستهدف المسلمين في مختلف القطاعات داخل البلاد، وسط تحذيرات من تأثير ذلك على السلم الاجتماعي وحقوق الإنسان.
الاجتماع الذي نظمته “منصة مكافحة الإسلاموفوبيا” في منطقة بانيوليه، شهد مشاركة عدد من الشخصيات المدنية والدينية، من بينهم مؤسس منصة “كرة السلة للجميع” تيموثي غوتييرو، ورئيس جمعية “سلام ساينسيز بو” المعنية بخدمة الطلاب محمد شايا، والإمام نور الدين أوسات، إلى جانب حضور واسع من المواطنين والناشطين.
وسلط المشاركون الضوء على التمييز المتزايد ضد المسلمين في مجالات متعددة، من التعليم والرعاية الصحية إلى الرياضة والعمل، مؤكدين أن هذه الظواهر لم تعد مجرد ممارسات فردية، بل تتخذ طابعاً مؤسساتياً مقلقاً.
في كلمته، انتقد غوتييرو قرار حظر الحجاب في مباريات كرة السلة، والذي بدأ تطبيقه عام 2023، معتبراً أن الرياضة، التي كانت في السابق ملاذاً آمناً للنساء المسلمات، باتت اليوم ساحة جديدة للإقصاء والتمييز. وأشار إلى مشروع قانون يناقشه البرلمان الفرنسي حالياً، يهدف لحظر الملابس ذات الرموز الدينية أو السياسية في المجال الرياضي، مما يفاقم شعور التهميش بين المسلمات.
من جهته، أوضح محمد شايا أن جمعيته تعرّضت لهجوم منسق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي، عقب تنظيمها وجبة مدرسية شارك فيها طلاب مسلمون ومسيحيون خلال شهر رمضان الماضي، ما اضطر الجمعية إلى اتخاذ تدابير أمنية خشية استهدافها من جماعات يمينية متطرفة.
أما نور الدين أوسات، فكشف عن توقيفه على يد الشرطة في فبراير/شباط الماضي بسبب خطب ألقاها تناولت القضية الفلسطينية، مبيناً أنه قرر رفع دعوى قضائية ضد الدولة بتهمة الافتراء، ليكون أول إمام في فرنسا يقدم على هذه الخطوة. كما أكد أن نحو 35 مسجداً في فرنسا تعرضت للتخريب خلال العقدين الماضيين، في ظل تصاعد الهجمات ضد دور العبادة.
وذكّر أوسات بحادثة إحراق مسجد الاتحاد الإسلامي التركي (ديتيب) في مدينة جارجو، والتي وقعت عشية شهر رمضان، مشدداً على ضرورة احترام حرمة المساجد ووقف الخطاب التحريضي ضد المسلمين.
وحذر المشاركون من أن التمييز المتصاعد لا يهدد المسلمين وحدهم، بل ينسف المبادئ الجمهورية التي تقوم على المساواة والحرية، داعين إلى تحرك عاجل لحماية الحريات الدينية ووقف حملات التحريض ضد فئة واسعة من المجتمع الفرنسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى