رئيس وزراء فرنسا يرفض تسييس الإسلام ويؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة المجتمع بمختلف أطيافه

رئيس وزراء فرنسا يرفض تسييس الإسلام ويؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة المجتمع بمختلف أطيافه
في ظل تصاعد الجدل حول مكانة الإسلام في المجتمع الفرنسي، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو موقفاً حاسماً برفض تحويل الإسلام إلى أداة سياسية أو وسيلة لتأجيج الخلافات الداخلية، داعياً إلى صون مبادئ العيش المشترك بين جميع المواطنين.
وقال بايرو، في تصريح صحفي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، إن على فرنسا أن تبقى وفية لقيمها الجامعة، مشدداً على أن “المسلمين والمسيحيين واليهود والملحدين والبوذيين، جميعهم أبناء الوطن الواحد، ويجب أن يتعايشوا في ظل الاحترام المتبادل، بعيداً عن الخطابات التي تزرع الكراهية أو تكرّس الانقسام”.
وجاءت هذه التصريحات في سياق توتر سياسي وإعلامي متزايد، بعد صدور تقرير مثير للجدل بشأن ما اعتُبر “تدخلاً من جماعة الإخوان المسلمين” في عدد من المؤسسات الفرنسية، وهو ما فاقم المخاوف من انعكاسات سلبية على الجالية المسلمة.
ورفض بايرو مقترحات متطرفة طُرحت في خضم هذا الجدل، من بينها حظر ارتداء الحجاب للفتيات دون سن الخامسة عشرة، معتبراً الفكرة غير قابلة للتطبيق وتمثل اعتداءً مباشراً على الحريات الشخصية. كما عبّر عن تحفظه إزاء محاولات مراقبة المظاهر الدينية في الفضاء العام، مؤكداً أن “هذه الإجراءات لا تسهم في تعزيز السلم الأهلي، بل تدفع نحو التوتر والمواجهة”.
وفي موقف متناغم، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أهمية احترام المواطنين المسلمين، مثنياً على التزامهم بالقيم الجمهورية، وداعياً إلى التوقف عن التعميم والخلط بين التطرف والدين، في إشارة إلى ضرورة التمييز بين السلوك الفردي والدين كمنظومة روحية وثقافية.