أوروبا

ماكرون ينفجر غضباً داخل مجلس الدفاع: أزمة استخباراتية وتنامي نفوذ “الإخوان” تهز قصر الإليزيه

ماكرون ينفجر غضباً داخل مجلس الدفاع: أزمة استخباراتية وتنامي نفوذ “الإخوان” تهز قصر الإليزيه

في مشهد وصفه مسؤولون بأنه غير مسبوق داخل أروقة السلطة الفرنسية، شهد مجلس الدفاع الفرنسي توتراً شديداً بعد أن انفجر الرئيس إيمانويل ماكرون غضباً في وجه وزرائه، متّهماً إياهم بالعجز عن مواجهة ما اعتبره “تهديداً متنامياً” لجماعة الإخوان المسلمين داخل البلاد، إلى جانب تحميلهم مسؤولية تسريب تقرير استخباراتي حساس بهذا الشأن.
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها وكالة “أخبار الشيعة”، فإن الشرارة التي فجّرت الأزمة كانت تسريب تقرير استخباراتي يكشف عن نشاطات ممنهجة للجماعة تهدف إلى ترسيخ أجندة أصولية داخل النسيج الاجتماعي الفرنسي، في ظل صراع متزايد حول الهوية والدين في البلاد.
التقرير، الذي كان من المزمع إصداره بصورة رسمية ومحدودة، تسرّب إلى وسائل إعلام يمينية بارزة قبل موعده، ما دفع قصر الإليزيه إلى تأجيل نشره تفادياً لمضاعفات سياسية، خصوصاً مع قرب الاستحقاقات الانتخابية. إلا أن التسريب وقع بالفعل، وأحدث صدمة داخل المؤسسة الحاكمة.
في كواليس الأزمة، وُجّهت أصابع الاتهام إلى وزير الداخلية برونو ريتيللو، النجم الصاعد في التيار اليميني، والذي لم يكتف بتأكيد مضمون التقرير، بل أطلق تصريحات مثيرة للجدل تحدث فيها عن محاولة الجماعة “فرض الشريعة الوهابية في فرنسا”، وهو ما زاد من التوتر بين جناحي الحكومة.
وفيما يبدو أن ماكرون يواجه ما يشبه “تمرداً صامتاً” داخل فريقه، نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤولين أن الرئيس بدا في حالة من “الانفصال عن الواقع”، وسط مؤشرات على تآكل السيطرة السياسية داخل حكومته.
ومع انهيار فرص مارين لوبان في الترشح بسبب إدانة قضائية حديثة، تتجه الأنظار إلى ريتيللو الذي بات يُنظر إليه كخليفة محتمل لماكرون، وسط توقعات بأن يعيد تشكيل الخارطة السياسية الفرنسية إذا ما خاض السباق الرئاسي المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى