أوروبا

“الكوميديا السوداء” في باريس: حملة سياسية على الإسلام تهدد استقرار المجتمع الفرنسي

“الكوميديا السوداء” في باريس: حملة سياسية على الإسلام تهدد استقرار المجتمع الفرنسي

في تطور يثير الجدل داخل الساحة السياسية الفرنسية، تتصاعد التحذيرات من مشروع وزير الداخلية الجديد برونو روتايو، الذي يواجه انتقادات واسعة بسبب سياساته التي يُنظر إليها على أنها تمس بشكل مباشر الجالية المسلمة في البلاد.
وكانت هذه السياسات قد وُصفت على نطاق واسع بأنها “عنصرية” وتهدد بانفجار اجتماعي في مجتمع يعاني أساساً من هشاشة في التوازن بين مكوناته الدينية والعرقية والفكرية.
الوزير، الذي يرأس حالياً حزب الجمهوريين اليميني، قد بدأ بتنفيذ خطة تصعيدية تحت عنوان “مكافحة الاختراق الإسلامي”، وهي خطة أثارت ردود فعل قوية من شخصيات سياسية بارزة، في مقدمتهم الوزيرة والمرشحة السابقة للرئاسة سيغولين رويال، التي اعتبرت ما يجري “مسرحية سياسية لا تليق بمؤسسات دولة كفرنسا”.
رويال وصفت اجتماعاً رفيع المستوى جمع الرئيس الفرنسي ماكرون بعدة وزراء، من بينهم وزير الداخلية، لمناقشة ما يسمى بـ”الاختراق الإسلامي”، بأنه ليس أكثر من استعراض سياسي لتسجيل نقاط انتخابية على حساب المسلمين، وخصوصاً النساء اللواتي يتعرضن للاعتداء في الشارع بسبب الحجاب، بحسب تعبيرها.
يذكر أن الوزير روتايو قد دعا إلى تشكيل منظومة استخبارات إقليمية لرصد ما سماه بـ”البيئات الإسلامية”، ويطالب بتوسيع صلاحيات حل الجمعيات، وتكثيف المراقبة داخل المدارس والنوادي الرياضية وحتى الجمعيات الثقافية، في محاولة يقول إنها تهدف لمواجهة التطرف، فيما يرى معارضوه أنها وصفة جاهزة لتأجيج الكراهية المجتمعية.
هذا وقد حذرت سيغولين رويال من تداعيات هذه السياسات، مشيرة إلى أنها تعيد إلى الأذهان الأساليب التي مهدت لظهور معاداة السامية في أوروبا في القرن الماضي، حيث يبدأ الاستهداف بالكلمات لينتهي بكوارث إنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى