دراسة جديدة: إزالة الغابات تزيد فرصة حدوث الفيضانات بنحو 700%

دراسة جديدة: إزالة الغابات تزيد فرصة حدوث الفيضانات بنحو 700%
أظهرت دراسة جديدة أن حدوث فيضانات واسعة النطاق يكون أعلى بكثير عند إزالة الغابات على نطاق واسع، خصوصا في مناطق تجمعات المياه.
واستندت الدراسة التي أجراها باحثون، من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني على تحليل بيانات الفيضانات التي تم جمعها على مدى عقود من الزمن من مناطق في أستراليا تعاني بشكل متكرر من حرائق الغابات.
وتوصلت الدراسة إلى أنه يمكن أن تزيد فرصة حدوث فيضانات واسعة النطاق في مناطق تجمعات المياه المحددة بنسبة تصل إلى 700% إذا تمت إزالة مظلات الغابات.
وأكد البروفيسور آشيش شارما من كلية الهندسة المدنية والبيئية بجامعة نيو ساوث ويلز أن الاحتمال يتغير من حدوث فيضان مرة واحدة كل 64 عاما، إلى حدوث فيضان مرة واحدة كل 8 سنوات إذا كان هناك إزالة للغابات.
واستندت هذه التقديرات إلى معلومات تتعلق بـ3 حرائق غابات ضخمة في جنوب شرق أستراليا، فضلاً عن بيانات تدفق المياه في المنطقة نفسها التي تغطي 50 عاما عندما لم يتم الإبلاغ عن أي حرائق غابات كبرى.
ويقول البروفيسور “يونغ أوه كيم” من جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية والمؤلف المشارك في الدراسة: “يمكننا أن نرى أن هناك تأثيرا مثبطا في مستجمعات المياه الحرجية، وهو ما لم يحدث في المناطق التي أزيلت الغابات فيها بشكل أكبر”.
وتُسلّط حرائق الغابات الضخمة الأخيرة التي أصبحت شائعة في جميع أنحاء العالم، الضوء على تزايد تعرّض الغابات لخسارة فادحة نتيجة لتغيّر المناخ، وعلى أهمية زيادة التشجير الذي له تأثير مزدوج، فهو يقلل من تأثير الأمطار ويقلل من خطر الفيضانات.
وتمنع أغصان الأشجار وأوراقها المطر من الوصول إلى الأرض في حال هطول أمطار غزيرة، كما يمكن أن يؤدي ذلك أيضا إلى تشتيت الماء على مساحة أوسع ولفترة أطول، مما يقلل من ذروة الرطوبة الواصلة إلى الأرض، وبالتالي يُخفّض من احتمالية حدوث فيضان.
ومع وجود المزيد من الأشجار في منطقة تجمعات المياه، تتساقط أيضا المزيد من الأوراق، مما يؤدي إلى إبطاء تدفق أي مطر يصل إلى الأرض.
وفي المقابل، عندما تحدث إزالة كبيرة للغابات، يتناقص الغطاء النباتي وبقايا الأوراق بشكل كبير، وتتسرب المياه التي كانت تمتصها سابقا إلى التربة، مما قد يؤدي إلى تشبعها بسرعة أكبر. وعند حدوث ذلك، يرتفع خطر الفيضان لاحقا.
ويشير البروفيسور شارما إلى ضرورة أخذ هذا البحث بعين الاعتبار من قبل أي شخص مشارك في عملية إزالة الغابات من صنع الإنسان، نظرا للتأثير المدمر الذي يمكن أن تحدثه الفيضانات على البشر الذين قد يعيشون في مناطق معرضة للخطر.
وتؤكد الدراسة أنه في حال حدوث إزالة للغابات، ينبغي إيلاء اهتمام وثيق لقواعد ولوائح التخطيط المتعلقة بالموائل الواقعة أسفل النهر، للحد من الخطر المتزايد الذي قد تواجهه جراء الفيضانات.
وتغطي الغابات 31% من مساحة اليابسة، وتخزِّن ما يقدر بحوالي 296 غيغا طنا من الكربون، وهي موئل لغالبية التنوع البيولوجي البري في العالم، وتوفر فوائد اقتصادية وبيئية، وتعمل كدروع حيوية ضد الظروف الجوية القاسية، مثل العواصف والفيضانات.
وتشير بعض الدراسات إلى أنه يتم قطع 10 ملايين هكتار من الأشجار سنويا من أجل زراعة المحاصيل وزيادة الثروة الحيوانية، وتحدث نسبة 96% من إزالة الغابات في الغابات الاستوائية.