مسلمو أستراليا في مهرجان سيدني للكتاب 2025: هوية متجددة تُعيد رسم المشهد الثقافي

مسلمو أستراليا في مهرجان سيدني للكتاب 2025: هوية متجددة تُعيد رسم المشهد الثقافي
شهد مهرجان سيدني للكتاب 2025 أمس الجمعة تألّقًا لافتًا للأصوات المسلمة، التي فرضت حضورها الإبداعي وأسهمت في إعادة تعريف الهوية الإسلامية في قلب المشهد الثقافي الأسترالي، من خلال نصوص عميقة، وشهادات أدبية وشعرية تمزج بين الجذور والانتماء والراهن المتحوّل.
وقدمت الكاتبتان سارا م. صالح، ذات الأصول الفلسطينية – المصرية-اللبنانية، وزميلتها زينب سيد، الباكستانية الأصل، أول مجموعة شعرية مشتركة لأصوات الكتاب المسلمين في أستراليا، في خطوة وُصفت بالتاريخية. وتضمنت الجلسة قراءات مؤثرة حظيت بتفاعل كبير من الجمهور، لما حملته من صدق إنساني وتجربة حياتية متعددة الطبقات.
وفي جلسة أخرى لاقت صدى واسعًا، تحدّثت يمنى قصاب، الفائزة بجائزة باراماتا الأدبية، عن كتابها الجديد “بوليتيكا”، مؤكدة أن الهوية الإسلامية ليست عائقًا، بل محفّزًا للكتابة والانخراط المدني، وأن الثقافة الإسلامية جزء أصيل من النسيج الأسترالي المتنوع.
كما استوقف الحضور بشكل خاص الحوار الأدبي ضمن جلسة “بدايات مخفية”، التي جمعت بين حسّيب حوراني وسارة حداد، حيث استعرضا قصصًا عن الذاكرة والصمود في المجتمعات الإسلامية، مسلطين الضوء على سرديات مغيّبة أعيد إحياؤها من بوابة الأدب.
وأكد المشاركون في المهرجان أن الأصوات المسلمة لم تعد على هامش الحكاية الأسترالية، بل باتت جزءًا أصيلًا من روايتها المركزية، ترفض التبسيط والتصنيف، وتقدّم إبداعًا غنيًا يُسهم في رسم ملامح مجتمع أكثر عدلاً وشمولاً.
وقد حملت فعاليات اليوم رسالة واضحة: أن الإسلام في أستراليا ليس مجرد هوية دينية، بل طاقة ثقافية متجددة، تُسهم في تشكيل الحاضر، وترسم آفاق المستقبل، عبر الكلمة الحرة، والرؤية المتعددة، والحضور الواعي في قلب المشهد الوطني.