تصريحات لرئيس وزراء أوتار براديش تثير انتقادات واسعة وتُتّهم بتعميق الاستقطاب السياسي

تصريحات لرئيس وزراء أوتار براديش تثير انتقادات واسعة وتُتّهم بتعميق الاستقطاب السياسي
أثارت تصريحات أدلى بها رئيس وزراء ولاية أوتار براديش الهندية، يوغي أديتياناث، خلال جلسة الجمعية الولائية في مدينة لوكناو، موجة انتقادات حادة من قوى المعارضة وخبراء قانونيين، على خلفية ما وُصف بأنه خطاب تهديدي يوظّف المرجعيات الدينية في الصراع السياسي.
وكان أديتياناث قد قال، في سياق ردّه على انتقادات المعارضة، إن حكومته لن تترك المعارضين “حتى لائقين لقراءة الفاتحة عليهم”، وهو تصريح اعتبره معارضون تهديداً مبطّناً، لا سيما في ظل الإشارة إلى “الفاتحة”.
وأدان زعيم المعارضة في الجمعية الولائية، ماتا براساد باندى، هذا التصريح، معتبراً أنه “لا يليق بشخص يشغل منصباً دستورياً”، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء لجأ إلى لغة دينية ذات دلالات تهديدية بدلاً من مناقشة قضايا الحكم والمساءلة التي طرحتها المعارضة. وأضاف أن مثل هذه التصريحات “تُعمّق الاستقطاب وتخلق مناخاً من الخوف، وتثني عن النقاش الديمقراطي داخل المؤسسة التشريعية”.
وجاء هذا السجال خلال نقاش حاد بشأن اتهامات تتعلق بإساءة استخدام شراب السعال المحتوي على مادة الكوديين، حيث وجّه أديتياناث حديثه مباشرة إلى مقاعد المعارضة، وخصوصاً نواب حزب ساماجوادي، مستخدماً عبارة باللغة الهندية فسّرها معارضوه على أنها تحمل إيحاءات تهديدية واضحة.
وعقب التراشق الكلامي، قاد باندى نواب حزبه إلى الانسحاب من الجلسة، احتجاجاً على ما وصفه بـ“النبرة واللغة غير اللائقة” التي استخدمها رئيس الوزراء تحت قبة البرلمان.
من جهته، اعتبر المحامي عريب الدين، وهو خبير قانوني مقيم في لكنهاو، أن استخدام رئيس وزراء في منصبه تعبيرات توحي بحرمان الخصوم حتى من “الطقوس الأخيرة” يشكّل تجاوزاً خطيراً للخطوط الحمراء، محذّراً من أن هذا النوع من الخطاب قد يقوّض أسس النقاش السياسي السلمي ويغذّي الانقسامات المجتمعية.
ويرى منتقدون أن هذه التصريحات تعكس توجهاً مقلقاً نحو تسييس الدين في الخطاب الرسمي، بما يهدد المساحة الديمقراطية ويؤثر سلباً على ثقة الأقليات، ولا سيما المسلمين، في حياد المؤسسات الدستورية.




