آسیا

القبور الزجاجية تشعل جدلاً واسعاً في الصين بين اعتبارات الذاكرة وحرمة الموتى

القبور الزجاجية تشعل جدلاً واسعاً في الصين بين اعتبارات الذاكرة وحرمة الموتى

أثارت مقاطع وصور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي موجة جدل واسعة في الصين، بعد ظهور ما وُصف بـ«القبور الزجاجية»، وهي مقابر تتيح لأقارب المتوفين مشاهدة جثامينهم بعد الدفن ومتابعة مراحل تحللها بمرور الزمن، في ابتكار غير مألوف أثار انقساماً حاداً في الآراء.
وتُظهر اللقطات المتداولة قبوراً ذات واجهات زجاجية شفافة، يبدو بداخلها جسد المتوفى وقد طرأت عليه تغيرات واضحة حتى تحوّل إلى هيكل عظمي، فيما يظهر عدد من أفراد العائلة وهم يقفون حول القبر في مشهد غير معتاد بالنسبة لكثيرين.
ويرى مؤيدو هذا الابتكار أنه امتداد لبعض التقاليد الثقافية المرتبطة بالحفاظ على ذكرى الموتى في الصين، معتبرين أن القبور الزجاجية تتيح للأقارب وسيلة خاصة للتواصل الرمزي مع أحبائهم الراحلين، وتعزز الروابط العائلية بين الأحياء والموتى، كما توفر دعماً عاطفياً من خلال تقبّل فكرة الموت ومراحله الطبيعية.
في المقابل، عبّر معارضون عن رفضهم الشديد لهذه الفكرة، معتبرين أنها تمس بحرمة الموتى وكرامتهم، وأن تعريض الجثامين للمشاهدة، حتى بعد مرور سنوات على الوفاة، يشكل انتهاكاً أخلاقياً لا يمكن تبريره بدعوى الحداثة أو الابتكار.
ولا تزال القبور الزجاجية موضع نقاش واسع في الأوساط الشعبية والإعلامية الصينية، في ظل تساؤلات متزايدة حول حدود الابتكار في طقوس الدفن، والتوازن بين الخصوصية الثقافية واحترام كرامة الإنسان بعد وفاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى