“نيويورك تايمز”: شبكة هندوسية تقود صعود أخطر يمين متطرف في العالم

“نيويورك تايمز”: شبكة هندوسية تقود صعود أخطر يمين متطرف في العالم
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلاً عن تحليل موسّع للباحث فيليكس بال، أستاذ العلوم السياسية في جامعة غرب أستراليا، عن شبكة واسعة ومنظمة تقف خلف صعود اليمين الهندوسي المتطرف في الهند، تقودها منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ (RSS)، التي وُصفت بأنها “أخطر حركة يمين متطرف في العالم” بامتدادها المحلي والدولي وقدرتها على النفاذ داخل المجتمع عبر مؤسسات مدنية تبدو للوهلة الأولى غير سياسية.
وتعود جذور المنظمة إلى عام 1925 حين أسسها كيشاف باليرام هيدغوار كمنظمة شبه عسكرية تستهدف “تأهيل الشباب الهندوس” تحت هواجس “تهديد الأقلية المسلمة”، وهو خطاب ظلّ يرافق المنظمة لعقود، وتحول اليوم إلى ركيزة فكرية رئيسية لليمين الهندوسي.
ومع اتساع نفوذها خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، بنت المنظمة ما يشبه “الدولة الموازية” من مدارس ومعابد وجمعيات خيرية ومراكز بحثية وجامعات خاصة تمتد داخل الهند وخارجها، وتعمل – بحسب الدراسة – كأذرع ناعمة لترسيخ القومية الهندوسية في تفاصيل الحياة اليومية. وترتبط المنظمة بعلاقات وثيقة مع حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، وكان رئيس الوزراء ناريندرا مودي نفسه عضواً سابقاً في هيئتها التنظيمية.
ويشير بال إلى أن فريقه أمضى ست سنوات في تتبع شبكة RSS في نحو 40 دولة، وكشف عن أكثر من 2500 منظمة تعمل بطرق مختلفة لتحقيق أهدافها، بينها بنوك دم، محميات أبقار، مؤسسات تعليمية، مراكز يوغا، ودور نشر، إضافة إلى نشاطات تمتد إلى مسابقات رياضية وجمعيات مغتربين وخدمات اجتماعية.
وتوضح الدراسة أن هذه الشبكة تعتمد على استراتيجية طويلة المدى هدفها “إعادة تشكيل المجتمع الهندي”، وأن العمل الانتخابي ليس سوى أداة ثانوية، بينما تكمن القوة الحقيقية في النفاذ إلى المجتمع عبر مؤسسات تبدو غير سياسية، ولكنها تُنتج رموزاً وقيادات تتبنى أيديولوجيا تفوق الهندوس.
ومن أخطر ما كشفه البحث، بحسب الصحيفة، وجود أكثر من 400 نُزُل شبابي تستقبل أبناء الطبقات الفقيرة ومجتمعات السكان الأصليين، تقدم لهم التعليم والمسكن لكنها تغرس فيهم تدريجياً خطاباً قومياً متشدداً، ليصبحوا لاحقاً كوادر يتم استثمارها في المشروع السياسي الأكبر.
ويؤكد التقرير أن صعود اليمين الهندوسي المتطرف في الهند لم يكن وليد غضب شعبي أو أزمات اقتصادية كما يُشاع، بل نتيجة تنظيم محكم ومنهجي لمنظمات مجتمع مدني متشابكة، تعمل بمرونة عالية وبخطاب مزدوج يختلف حسب الجمهور المستهدف.
وترى نيويورك تايمز أن هذا النموذج ليس استثناءً، إذ يشبه شبكات البوذية القومية في ميانمار، ومنظومات دعم حزب فيكتور أوربان في المجر، وجماعات أمريكية يمينية مرتبطة بمشروع “2025”، مما يعكس تحول اليمين المتطرف عالميًا من “ميليشيات سرية” إلى هياكل مدنية واسعة التأثير.
ويخلص الباحث فيليكس بال إلى أن تهديد اليمين المتطرف للديمقراطية اليوم لا يأتي من الأطراف، بل من قلب المجتمع المدني نفسه، محذراً من أن مواجهة هذا التمدد لن تكون ممكنة إلا عبر تنظيم مضاد بنفس المستوى من الفاعلية والجدية.
إذا رغبت، يمكنني صياغة نسخة مختصرة، أو صياغة تحليلية أعمق، أو صياغة خبرية بحتة وفق أسلوب وكالات الأنباء.




