آسیا

جدل في اليابان بعد حملة تحريض سياسي ضد تجمع صلاة للمسلمين في فوكوكا

جدل في اليابان بعد حملة تحريض سياسي ضد تجمع صلاة للمسلمين في فوكوكا

أثار تجمعٌ للصلاة أقامه مسلمون في حديقة عامة بمدينة فوكوكا جنوب غربي اليابان موجةً من الجدل، بعدما تحوّلت شعيرة دينية سلمية -أقيمت بإذن رسمي ودون اعتراض من السكان المحليين- إلى ذريعة لهتافات إقصائية وخطاب كراهية أطلقته جهات سياسية عبر الإنترنت.
وسلّطت وسائل الإعلام اليابانية الضوء على ما وصفته بتصاعد “القلق المصطنع”، مشيرةً إلى أن الجدل لم يكن نتيجة أي خرق للقانون، بل نتاج حملة تحريض وظّفت مقطع فيديو للتجمع الديني لإثارة الذعر وتصوير المسلمين كـ”مشكلة اجتماعية”، رغم أن الحقائق الميدانية تنفي ذلك تماماً.
وبحسب البيانات الرسمية، بلغ عدد المسلمين في اليابان نحو 420 ألف نسمة حتى نهاية عام 2024، أي أقل من نصف بالمئة من إجمالي السكان. ورغم هذا الحضور المتواضع، أصبح المسلمون هدفاً لخطاب شعبوي يتجاهل حقيقة أنهم طلاب وعمّال وعائلات يسهمون في الاقتصاد ويسدّون جزءاً مهماً من النقص في القوى العاملة اليابانية.
ووفقاً للسلطات المحلية في فوكوكا، لم تسجَّل أي شكوى من الأهالي بشأن إقامة الصلاة، ولم تُلاحظ أي مشكلة قانونية أو سلوكية، ما يعزز القناعة بأن الضجة المثارة لا تعكس الواقع وإنما خطاباً متعمداً للتأثير في الرأي العام.
ويأتي هذا الجدل في وقت يتزايد فيه عدد المساجد في اليابان ليصل إلى نحو 160 مسجداً في مختلف المناطق، في مؤشر على ترسّخ وجود المسلمين واحترامهم للقانون، بعيداً عن الصورة المشوّهة التي يحاول البعض ترويجها.
وتحذر أصوات يابانية من أن توسّع حملات الكراهية قد يهدد نموذج التعايش في المجتمع الياباني، داعيةً إلى مواجهة الخطاب الإقصائي بحزم، وحماية حرية العبادة كجزء من قيم اليابان الدستورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى