آسیا

استهجان واسع لتصريحات رئيس طاجيكستان بشأن بناء المساجد وتحذيرات من آثار القمع الديني على التطرف

استهجان واسع لتصريحات رئيس طاجيكستان بشأن بناء المساجد وتحذيرات من آثار القمع الديني على التطرف

أثارت تصريحات رئيس طاجيكستان، إمام علي رحمن، المتعلقة بوقف بناء المساجد والاكتفاء بما هو قائم، موجة واسعة من الاستغراب والامتعاض في الأوساط الدينية والحقوقية، بعد أن اعتبر أن الوقت قد حان للتركيز على «العلم والفن والمعرفة» بدلاً من تشييد دور العبادة.
وقال رحمن في خطابه أمام المجلس الوطني: «بناء المساجد الجديدة كافٍ. لن ينتزع أحد منا إسلامنا، ولكن الوقت الآن لتعزيز العلم والفن والمعرفة». وهي تصريحات اعتبرها مراقبون إساءة مباشرة لمشاعر ملايين المسلمين، ومحاولة لتبرير سياسات التضييق الديني التي تنتهجها الحكومة منذ سنوات.
ويرى محللون أن خطاب الرئيس يعكس فهماً مضلّلاً لحقيقة العلاقة بين الدين والنهضة، إذ يختزل المشكلة في بناء المساجد، بينما تتحدث التقارير الدولية عن أسباب أعمق تتعلق بالفقر، البطالة، والهجرة، إضافة إلى السياسات القمعية التي تحظر اختيار الدين قبل سن الثامنة عشرة وتجرّم الكثير من الأنشطة الدينية في البلاد.
وتحذّر أوساط أمنية من أن هذه السياسات هي التي دفعت أعداداً كبيرة من الشباب الطاجيك نحو الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها د1عش. ووفق تقرير نشرته نيويورك تايمز، فإن نصف مقاتلي فرع د1عش – خراسان هم من طاجيكستان، وقد شارك بعضهم في هجمات دامية في روسيا وإيران وتركيا، بينما أُحبطت مخططات أخرى في أوروبا.
كما أعلنت جهات إعلامية تابعة لطالـ،ـبان أن مواطنين طاجيك تورطوا في هجمات استهدفت مساجد وزوايا صوفية ومراكز دينية في أفغانستان، قُتل أو اعتُقل بعض مرتكبيها.
ويؤكد الخبراء أن الجمع بين القمع الديني، الفقر، وانسداد الأفق الاقتصادي يشكل بيئة خصبة للتطرف، ويهدد الأمن الداخلي والإقليمي على حد سواء. واعتبروا أن تصريحات الرئيس بدل أن تعالج المشكلة، تزيد من شعور المواطنين بأن دولتهم تستهدف هويتهم الدينية.
وطالب متخصصون الحكومة الطاجيكية بمراجعة سياساتها نحو إطلاق الحريات الدينية، تحسين الظروف المعيشية، وتعزيز فرص التعليم والعمل، باعتبارها المسار الحقيقي للحد من التطرف، وليس التضييق على بناء المساجد أو ممارسات الشعائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى