آسیا

ناشطون حقوقيون يحذّرون من “لعب بالنار” بعد محاولة إحياء نموذج مسجد بابري في البنغال

ناشطون حقوقيون يحذّرون من “لعب بالنار” بعد محاولة إحياء نموذج مسجد بابري في البنغال

أدان ناشطون في مجال حقوق الإنسان، وبلهجة حادة، الخطوات الأخيرة لوضع حجر الأساس لبناء جديد على طراز مسجد بابري في منطقة مرشد آباد بولاية غرب البنغال، مؤكدين أنّ ما يحدث ليس مشروعًا دينيًا أو معماريًا، بل محاولة مكشوفة لإشعال الاضطرابات الاجتماعية وإعادة فتح جرحٍ لم يندمل منذ ثلاثة عقود.
وجاءت هذه المواقف بعد إعلان همايون كبير، العضو الموقوف عن حزب مؤتمر ترينامول، عزمه وضع الأساس للمبنى الجديد في السادس من ديسمبر، بالتزامن مع الذكرى الثالثة والثلاثين لهدم مسجد بابري؛ خطوة وصفها الناشطون بأنها “استفزاز سياسي خطير” يُلعب على وتر الذاكرة الجريحة لملايين الهنود.
الانتقادات الغاضبة لم تتوقف عند الجانب السياسي فحسب، بل طالت الفكرة الجوهرية للمشروع، إذ أكد ناشطون حقوقيون أنّ “إثارة الجدل باسم مسجد بابري أمر غير مسؤول ومرفوض تمامًا”، مشددين على أن تسمية المساجد بأسماء حكام كـبابور أو أكبر أو أورنجزيب “أمر غير لائق على الإطلاق”، وأنها يجب أن تحمل أسماء الله أو النبي أو الأئمة، لا أسماء شخصيات تاريخية لطالما ارتبطت بالنزاعات.
وأضافوا أنّ “البلاد دفعت ثمنًا باهظًا خلال سنوات وجود مسجد بابري، وأن عائلات لا تزال تحمل آثار تلك الخسائر حتى اليوم”، محذرين من أن إعادة إحياء هذه الذكرى المؤلمة في سياق سياسي محتقن “لن يجلب سوى مزيد من التوتر والانقسام”.
وفي سياق متصل، امتد غضب الناشطين إلى الجدل الذي أثارته هدية رئيس الوزراء ناريندرا مودي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمتمثلة في نسخة روسية من البهاغافاد غيتا. فقد اعتبر بعض السياسيين، ومنهم حسين دالواي من حزب المؤتمر، أن تقديم نص ديني لزعيم أجنبي “خطوة غير مناسبة”.
غير أنّ الناشطين الحقوقيين شددوا على ضرورة تجنّب تسييس الأمر، مؤكدين أنّ “تقديم رئيس الوزراء البهاغافاد غيتا للرئيس بوتين جرى باعتباره رمزًا ثقافيًا للهند، تمامًا كما قد يُهدى زعيمٌ أجنبي مصحفًا عند زيارته دولة إسلامية”. لكنهم عادوا ليحذّروا من أن “استغلال الهدايا الدينية أو الرموز العقائدية لتغذية الانقسام أو تضليل الناس خط أحمر يجب ألا يُتجاوز”.
وختم الناشطون بدعوة صريحة للحكومة والقيادات السياسية إلى التعامل بحكمة ومسؤولية مع الملفات الدينية الحساسة، مؤكدين أن المجتمع الهندي “لا يحتمل مغامرات جديدة تضع السلم الأهلي على المحك، ولا محاولات لإحياء صراعات دفنتها السنوات بثمنٍ باهظ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى