آسیا

مقبرة إسلامية تحت مياه بحيرة في قيرغيزستان تكشف عن عمق الحضور الإسلامي في آسيا الوسطى

مقبرة إسلامية تحت مياه بحيرة في قيرغيزستان تكشف عن عمق الحضور الإسلامي في آسيا الوسطى

في اكتشاف أثري فريد يعيد رسم ملامح التاريخ الديني والحضاري لآسيا الوسطى، أعلن علماء آثار روس وقرغيز عن العثور على مقبرة إسلامية غارقة في قاع بحيرة إيسيك كول شمال شرقي قيرغيزستان، يُقدّر عمرها بنحو سبعة قرون، وتعود إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين.
وأفاد فريق البحث بأن المقبرة تقع على عمق نحو أربعة أمتار تحت سطح المياه، وتمتد على مساحة تقارب ستين ألف متر مربع، مشيرين إلى أن جميع القبور التي عُثر عليها داخل الموقع وُجّهت نحو القبلة، في التزامٍ دقيقٍ بالطقوس الإسلامية في الدفن، ما يعكس رسوخ تعاليم الإسلام في تلك الحقبة من تاريخ المنطقة.
وبحسب الخبراء، تضمّ المقبرة رفات رجلٍ وامرأة إلى جانب بقايا مبانٍ من الطوب وأدواتٍ منزلية وخزفٍ من العصور الوسطى، في دلائل تشير إلى أن الموقع كان جزءاً من مستوطنة مزدهرة قبل أن تغمرها المياه نتيجة زلزالٍ قوي أو تغيّرٍ طبيعي في منسوب البحيرة.
ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يمثل مجرد بقايا أثرية غارقة، بل هو شاهدٌ حيّ على امتداد الإسلام العميق في قلب آسيا الوسطى خلال العصور الوسطى، حين انتشرت الدعوة الإسلامية من الشرق إلى الغرب حاملةً قيم العلم والتعايش والتقدم.
وأكد علماء الآثار أن أهمية الموقع تتجاوز قيمته المادية، إذ تسهم في إعادة قراءة تاريخ المنطقة الإسلامية المبكر، وتفتح الباب أمام مزيد من الدراسات حول التفاعل الحضاري والديني في آسيا الوسطى خلال تلك الحقبة، مشيرين إلى أن أعمال التوثيق والتنقيب لا تزال متواصلة للكشف عن تفاصيل إضافية حول هذا الاكتشاف النادر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى