التطرف الديني يطل من جديد في سريلانكا… والعقلاء يدافعون عن التعايش

التطرف الديني يطل من جديد في سريلانكا… والعقلاء يدافعون عن التعايش
في مشهدٍ يعيد إلى الأذهان خطابات الكراهية المظلمة، أثار راهب بوذي متطرف في سريلانكا عاصفةً من الجدل، بعدما زعم أن تعيين مسلم في منصب نائب وزير الشؤون الدينية والثقافية “يضر بالبوذيين السنهاليين”!
الراهب، الذي يتزعم منظمة رافانا بالايا المتشددة، لم يكتفِ بالتحريض العلني، بل لجأ إلى تزييف الحقائق بنشر مقطعٍ مصوّر لشخصٍ آخر، مدعيًا زورًا أنه المسؤول المسلم المعين حديثًا، في محاولةٍ لإشعال الفتنة وإثارة الكراهية بين مكونات الشعب الواحد.
هذا الخطاب المسموم – الذي يضرب في عمق التعايش الديني ويهدد السلم الأهلي – قوبل بموجة رفض واسعة في الأوساط المعتدلة، التي شددت على أن الإسلام والمسلمين في سريلانكا كانوا على الدوام جزءًا من النسيج الوطني، وأن التحريض على أساس الدين لا يخدم سوى التطرف والانقسام.
وكان الراهب المتطرف، الذي يزعم الدفاع عن البوذية، قد تجاهل تمامًا قيم العدالة والتسامح التي دعت إليها الديانات السماوية كافة، محاولًا أن يجعل من الكراهية منبرًا ومن التعصب رسالة.
وفي ظل صمتٍ رسمي يثير القلق، تتصاعد المطالب بمحاسبة الأصوات المحرضة على الكراهية، والتأكيد على أن التعددية الدينية ليست تهديدًا، بل مصدرُ غنى وقوةٍ لأي وطنٍ يريد البقاء.



