آسیا

سنغافورة تحتفي بجذورها الإسلامية في “كامبونج كلام” الذي يجسّد تزاوج التراث بالإبداع

سنغافورة تحتفي بجذورها الإسلامية في “كامبونج كلام” الذي يجسّد تزاوج التراث بالإبداع

في قلب سنغافورة الحديثة، حيث تعانق الأبراج الزجاجية السماء، يظلّ حيّ كامبونج كلام شاهدًا حيًّا على التاريخ الإسلامي العريق الذي شكّل هوية هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا، جامعًا بين الأصالة المشرقة والإبداع المعاصر.
ووفقًا لمصادر محلية، كان الحيّ في بداياته موطنًا للسلاطين والتجار العرب والملايو، قبل أن يتحوّل مع مرور الزمن إلى وجهةٍ سياحيةٍ وثقافيةٍ تعبّر عن تنوّع المجتمع السنغافوري وتعايش مكوناته. ورغم مظاهر الحداثة التي تغزو المكان، بقيت الهوية الإسلامية واضحة المعالم، متجلّيةً في المساجد والأسواق التقليدية والأسماء العربية التي تزين الشوارع مثل شارع بغداد وشارع البصرة ومطعم بيروت.
ويُعد مسجد السلطان الذي شُيّد أول مرة عام 1824 من أبرز معالم الحيّ، حيث تزيّنه قبةٌ ذهبيةٌ مهيبة تجعل منه مقصدًا للمصلين والزوار من مختلف الأديان، ورمزًا للتسامح والتواصل بين الثقافات.
وفي عام 1989، أعلنت الحكومة السنغافورية منطقة كامبونج كلام منطقةً للحفاظ على التراث، في خطوةٍ هدفت إلى صون الهوية الإسلامية للمكان وحمايته من طغيان التحديث العمراني.
ومع حلول شهر رمضان من كل عام، تتلألأ شوارع الحيّ بالأضواء والزينة، وتتحوّل ساحاته إلى ملتقى للروح والإيمان، حيث يجتمع السنغافوريون من مختلف الأعراق حول مائدةٍ واحدة، في مشهدٍ يعكس عمق التعايش الإنساني وجمال الإسلام في جمع القلوب على المحبة والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى