آسیا

من كوالالمبور إلى العالم… قادة الفكر يضعون أخلاقيات الذكاء الاصطناعي تحت مظلة الشريعة الإسلامية

من كوالالمبور إلى العالم… قادة الفكر يضعون أخلاقيات الذكاء الاصطناعي تحت مظلة الشريعة الإسلامية

في كوالالمبور، احتشد قادة الفكر والخبراء الماليون من مختلف دول العالم في المنتدى العالمي للتمويل الإسلامي 2025، ليؤكدوا أن الذكاء الاصطناعي ليس خصماً للشريعة، بل أداة يمكن أن ترتقي بها إلى آفاق جديدة من العدالة والشفافية.
وتحت عنوان “إحداث ثورة في التمويل الإسلامي: الدور التحويلي للذكاء الاصطناعي”، ناقش المشاركون كيف يمكن للتقنيات الذكية أن تعزز الكفاءة وتوسع الشمول المالي دون أن تمس بثوابت القيم الإسلامية.
وفي افتتاح الجلسة، طُرح السؤال المحوري حول ما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يخدم الأخلاق كما يخدم الأرقام، لتأتي الإجابة حاسمة من الحاضرين بالإيجاب، شريطة أن يتأسس على مبادئ الشريعة الإسلامية.
ففي الوقت الذي يرى فيه خبراء الغرب الذكاء الاصطناعي بوابةً للربح السريع، ينظر إليه المفكرون المسلمون كوسيلةٍ لصون الأمانة وتحقيق العدالة، حيث أكد المتحدثون أن مبادئ الإسلام، مثل (المُعاملات) و(الكفالة)، تشبه إلى حدٍّ بعيد أسس “التعلّم المعزز” في الذكاء الاصطناعي، إذ تهدف إلى توجيه السلوك نحو ما ينفع الإنسان والمجتمع.
وشدد المشاركون على أن الخطر الحقيقي لا يكمن في التقنية، بل في غياب القيم التي توجهها، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تصميم الأنظمة الذكية على أساس الإسناد والشفافية والمصدر الحلال، لتظل أدوات التكنولوجيا خادمة للإنسان لا حاكمة عليه.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقوّي النظام المالي العالمي إذا التزم بخدمة الإنسان وحماية الثقة، وأن التمويل الإسلامي يمتلك الإرث الأخلاقي الكفيل بتحويل هذه الثورة التقنية إلى نموذج عالمي للعدالة والرحمة الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى