صحيفة فلبينية تحذر من مشروع غربي لتفريغ الإسلام من جوهره العقائدي تحت شعار “الاعتدال”

صحيفة فلبينية تحذر من مشروع غربي لتفريغ الإسلام من جوهره العقائدي تحت شعار “الاعتدال”
حذّرت صحيفة “مندا نيوز” الفلبينية من ما وصفته بـ”أخطر أشكال الاستعمار الفكري” الذي يستهدف المجتمعات الإسلامية في جنوب شرق آسيا، مؤكدة أن ما يسمى بـ”مشروع اعتدال الإسلام” ليس دعوةً للسلام، بل خطة ممنهجة لتفريغ العقيدة الإسلامية من قوتها وإضعاف هوية المسلمين.
وفي مقال للكاتب موتشا-شيم إل. كويلينج، كشفت الصحيفة أن مؤسسات غربية، من بينها “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” و”مؤسسة آسيا”، تدخلت عبر برامج تنموية ظاهرها السلام، لكنها في جوهرها تسعى لإعادة صياغة الخطاب الإسلامي وفق معايير غربية، وذلك من خلال استقطاب العلماء والدعاة وتمويل برامجهم مقابل تبنّي مواقف معدّة سلفاً.
وأوضح المقال أن بعض رجال الدين تلقّوا نصوصاً مكتوبة مسبقاً لتبرير مشاريع تتعارض مع الشريعة، مثل “تنظيم الأسرة”، مقابل امتيازات ورحلات خارجية، واصفاً ذلك بأنه “استعمار ناعم يخدّر الضمير باسم الحوار والسلام”.
كما انتقد الكاتب تحوّل المؤسسات الدينية في إقليم مينداناو إلى هياكل بيروقراطية فقدت روحها الأصيلة، وأصبحت عاجزة عن الدفاع عن الإسلام أمام حملات “الاعتدال” و”منع التطرف” التي تُستخدم، بحسب المقال، لتطويع المجتمعات المسلمة ودمجها في منظومات فكرية غربية.
وأكدت الصحيفة أن اتفاق السلام الموقع عام 1996 لم ينهِ الحرب في مينداناو، بل فتح الباب أمام “حرب جديدة على الوعي والمعرفة”، حيث جرى استخدام مفهوم “ثقافة السلام” كسلاح لإعادة تشكيل الفكر الديني بما يتناسب مع المصالح الأجنبية.
وختم الكاتب مقاله بالقول إن الإسلام في مينداناو لم يُهزَم بالرصاص، بل بـ”الغزو المعرفي الذي تسلّل إلى العقول تحت غطاء البحث والتنمية”، مؤكداً أن مشروع “الإسلام المعتدل” ليس سوى “غازٍ سامّ” يهدد بتحويل الأمة إلى نسخة باهتة من نفسها.