انتقادات حقوقية.. لماذا يُحاكم المسلمون في الهند لقولهم «أحب محمداً»؟

انتقادات حقوقية.. لماذا يُحاكم المسلمون في الهند لقولهم «أحب محمداً»؟
شنت السلطات الهندية خلال الأسابيع الماضية حملة اعتقالات واسعة في عدد من الولايات التي يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، استهدفت مسلمين بسبب رفعهم أو نشرهم شعار «أحبّ محمد»، في خطوة أثارت انتقادات حقوقية واسعة داخل البلاد وخارجها.
بدأت الأزمة في ولاية أوتار براديش عندما وضع مسلمون لوحة كبيرة كتب عليها «أحبّ محمد» خلال احتفالات المولد النبوي. اللوحة التي اتبعت أسلوب شعار «أحب نيويورك» الشهير، قوبلت باعتراض من بعض السكان الهندوس المحليين، الأمر الذي دفع السلطات إلى فتح بلاغات بتهم تتعلق بـ«التحريض على العداوة الدينية».
وبحسب منظمة «جمعية حماية الحقوق المدنية» (APCR)، فقد سُجّلت حتى الآن 22 قضية ضد أكثر من 2500 مسلم، واعتُقل نحو 40 شخصاً في ولايات مختلفة، فيما استخدمت السلطات الجرافات لهدم منازل عدد من المتهمين دون إنذار مسبق، في تكرار لأسلوب بات يُتّبع في السنوات الأخيرة ضد المسلمين في بعض المناطق.
القضية سرعان ما اتسعت رقعتها الجغرافية، إذ انتشرت الاحتجاجات والملصقات والشعارات التي تحمل عبارة «أحبّ محمد» في عدد من الولايات الهندية، من بينها تيلانغانا، غوجارات، مهاراشترا، أوتاراخاند، وجامو وكشمير.
ورغم أن الدستور الهندي يكفل حرية الدين والتعبير بموجب المادتين 25 و19، فقد وجّهت الشرطة للمعتقلين تهماً تتعلق بتنظيم تجمعات غير قانونية والتحريض على الفتنة، حتى في الحالات التي اقتصر فيها الفعل على ارتداء ملصق أو نشر عبارة على وسائل التواصل الاجتماعي.
منظمات حقوقية محلية ودولية حذّرت من خطورة هذه الإجراءات، مؤكدة أن تجريم التعبير السلمي عن الانتماء الديني يمثّل سابقة خطيرة، ويتعارض مع التزامات الهند الدستورية والدولية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد حوادث خطاب الكراهية الموجّهة إلى الأقليات الدينية منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى الحكم عام 2014، حيث قفزت الحالات الموثقة من 668 حالة في عام 2023 إلى 1165 في العام الماضي، بحسب تقارير منظمات حقوقية.
ويرى مراقبون أن النزاعات المحلية بين الهندوس والمسلمين باتت تتحول بسرعة إلى قضايا وطنية يتم استثمارها سياسياً، وسط مخاوف من تصاعد حملات الاستهداف التي تضيق على المسلمين في ممارسة هويتهم الدينية والثقافية.