الذكاء الاصطناعي يدخل على خط التحريض الطائفي في الهند بفيديو يستهدف المسلمين في آسام

الذكاء الاصطناعي يدخل على خط التحريض الطائفي في الهند بفيديو يستهدف المسلمين في آسام

اتهم الحزب الحاكم في الهند بهاراتيا جاناتا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صورة المسلمين وإثارة الكراهية ضدهم، بعد نشر مقطع مصوَّر عبر الحساب الرسمي للحزب في ولاية آسام الشمالية، التي تستعد لانتخابات برلمانية العام المقبل.
الفيديو الذي أُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي صوّر المسلمين كمهاجرين غير نظاميين يستولون على أراضٍ حكومية في آسام، وأظهر رجالًا بزي ديني تقليدي ونساءً محجبات أو مرتديات للبرقع داخل مواقع حكومية، بينها مطارات وملاعب ومزارع شاي. وانتقد ناشطون ومراقبون المقطع معتبرين أنه يروّج لخطاب الكراهية ويحرض على العنف الطائفي، في محاولة لاستقطاب أصوات الناخبين على أساس ديني.
ولم يقتصر محتوى الفيديو على استهداف المسلمين فحسب، بل سعى أيضًا إلى تشويه حزب المؤتمر المعارض وزعيمه المحلي غاوراف غوجوي، عبر الإيحاء بارتباطه بباكستان من خلال عرض علمها إلى جانب خطاب لراهول غاندي، في رسالة سياسية تُلمح إلى “خيانة” مزعومة.
وقد أثار الفيديو موجة انتقادات واسعة؛ إذ وصفه النائب البرلماني أسد الدين أويسي بأنه “مقزز” ويعكس أيديولوجية الحزب الحاكم الذي يعتبر وجود المسلمين في الهند “مشكلة”. فيما قالت المتحدثة باسم حزب المؤتمر، لافانيا بالال جاين، إن ما جرى يُجسد “سياسة فرّق تسد” التي يتقنها حزب بهاراتيا جاناتا. أما الأكاديمي أبورفاناند، فاعتبر أن التحريض العلني على الكراهية من الحزب الحاكم ضد المسلمين “دعوة مخيفة إلى العنف”.
يُذكر أن الحزب الحاكم في آسام، منذ وصوله إلى السلطة عام 2016، اتُّهم مرارًا بتبني سياسات معادية للمسلمين بهدف تعزيز قاعدته بين الأغلبية الهندوسية. كما كشف تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي استخدم عبارات معادية للإسلام في 110 من أصل 173 خطابًا ألقاها خلال حملته الانتخابية لعام 2024، ما عزز المخاوف من تصاعد الخطاب الطائفي في الحياة السياسية الهندية.