250 ألف مسلم.. كوريا الجنوبية تشهد حضورًا إسلاميًا متناميًا رغم حداثة ترسخه

250 ألف مسلم.. كوريا الجنوبية تشهد حضورًا إسلاميًا متناميًا رغم حداثة ترسخه
تشهد كوريا الجنوبية حضورًا إسلاميًا متناميًا، إذ يُقدَّر عدد المسلمين – من المواطنين الكوريين والمقيمين الأجانب – بنحو 250 ألف نسمة، يتوزعون على 24 مسجدًا وأكثر من 260 مصلى، يتصدرها المسجد المركزي في سيول الذي افتُتح عام 1976 ليصبح منارة رئيسية للتعريف بالدين الإسلامي وثقافته.
وترتبط جذور الإسلام في شبه الجزيرة الكورية بالتجار العرب الذين وصلوا في القرن التاسع الميلادي إلى مملكة سيلا، فيما توثق المصادر التاريخية تلاوة القرآن الكريم في البلاط الملكي خلال عهد الملك سيجونغ في القرن الخامس عشر. غير أن الترسخ الفعلي بدأ مع الحرب الكورية عام 1950، حين قدّم الجنود الأتراك ضمن قوات الأمم المتحدة خدمات إنسانية ورعاية للأيتام، وهو ما ترك أثرًا بالغًا لدى الكوريين وكان الشرارة الأولى لنشوء المجتمع المسلم المحلي.
وفي عام 1955 تأسست أول جمعية إسلامية في البلاد، قبل أن تتحول لاحقًا إلى الاتحاد الإسلامي الكوري (KMF) عام 1967، والذي يشرف اليوم على شؤون المسلمين، وينظم التعليم والدعوة، ويصدر شهادات الحلال. كما تنتشر المراكز الإسلامية قرب الجامعات، مثل مركز دايجون الإسلامي، إلى جانب جهود حثيثة لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية.
ورغم هذا النمو الملحوظ، ما زالت التحديات قائمة، أبرزها محدودية الوعي العام بالإسلام، وقلة الموارد المالية، والحاجة إلى إعداد قيادات شبابية مؤهلة. ومع ذلك، يرى المتابعون أن هناك فرصًا واعدة مع توسع صناعة الحلال، وتزايد انفتاح المجتمع الكوري على التعددية الثقافية، إلى جانب تعاظم التعاون مع العالم الإسلامي، ما يعزز فرص حضور الإسلام كمكوّن متجذر في النسيج الكوري خلال العقود المقبلة.