مدارس الهند تتحول إلى معابد هندوسية في إغلاق واضح لأبواب التعددية

مدارس الهند تتحول إلى معابد هندوسية في إغلاق واضح لأبواب التعددية
في سابقة تنذر بتآكل واضح لأسس التعددية الدينية في الهند، أصدرت حكومة ولاية أوتاراخاند قرارًا مفاجئًا يفرض تدريس نصوص دينية هندوسية مثل بهاجافاد غيتا ورامايانا في جميع مدارس الولاية، ويُلزم التلاميذ بتلاوة “شلوكا” دينية يوميًا خلال الطابور الصباحي. وكان القرار الذي وُصف بأنه ضربة مباشرة لقيم الدستور العلماني، قد أثار موجة غضب عارمة بين المعلمين، والنشطاء، وأبناء الأقليات الدينية، وعلى رأسهم الجالية المسلمة، التي اعتبرت هذا الإجراء تمييزًا صريحًا وفرضًا قسريًا لعقيدة دينية واحدة على ملايين الطلاب من خلفيات متعددة.
ووفقًا لتعليمات الحكومة، يُطلب من المعلمين تعليق “آية أسبوعية” من الغيتا الهندوسية على لوحات الإعلان، مع إلزام الطلاب بحفظها ومناقشتها. وهو ما يراه المراقبون تحويلاً قسريًا للمدارس إلى أدوات دعوية تخدم مشروعًا دينيًا ضيقًا، ويُقصي مناهج التفاهم، ويصادر روح الهند المتنوعة.
من جهتهم، فقد رفع أبناء الجالية المسلمة في أوتاراخاند الصوت عاليًا ضد ما سموه “انحرافًا خطيرًا عن مبدأ العدالة الدينية”، وتساءلوا بمرارة: “هل ستقوم الحكومة أيضًا بتعليم القرآن الكريم والإنجيل في المدارس؟ أم أن العلمانية باتت غطاءً زائفًا لحكم ديني أحادي؟”
في المقابل، عبّرت منظمات حقوقية ونقابات تعليمية عن قلقها العميق من تحوّل المدارس إلى منصات أيديولوجية تُغذّي الكراهية وتُهمّش الانتماء الديني للأقليات، مشيرين إلى أن هذا التوجه السياسي والديني المتشدد قد يُمهّد لاضطرابات اجتماعية خطيرة، ويقوض أسس الوحدة الوطنية.
هذا وقد حذّرت الجماعات الإسلامية في الولاية الحكومة من عواقب هذا القرار، داعية إلى إلغائه الفوري، ومعلنةً نية تنظيم احتجاجات سلمية شاملة ما لم تتراجع السلطات عن هذا الانحدار الخطير نحو التمييز الديني داخل مؤسسات الدولة التعليمية.