موجة استنكار واسعة في الهند بعد اتهامات بتشويه التاريخ الإسلامي في مناهج التعليم الجديدة

موجة استنكار واسعة في الهند بعد اتهامات بتشويه التاريخ الإسلامي في مناهج التعليم الجديدة
في تصعيد أثار قلق الأوساط الفكرية والدينية، فجّرت التعديلات الأخيرة التي أجراها المجلس الوطني لبحوث وتدريب المعلمين في الهند أزمة فكرية غير مسبوقة، بعد إصدار كتاب تاريخ جديد للصف الثامن حمل مضامين وُصفت بأنها “متحاملة ومنتقاة” ضد الحقبة الإسلامية في الهند.
الكتاب، الذي صدر تحت عنوان “إعادة تشكيل الخريطة السياسية للهند”، ركّز على العصور الإسلامية، لا سيما سلطنة دلهي والعصر المغولي، من زاوية سلبية حصرها في حملات التدمير والتعصّب، متجاهلًا الإنجازات الحضارية والعلمية والثقافية التي ميّزت تلك الفترات وأسهمت في إضاءة الهند والعالم لقرون متتالية.
وأثارت مضامين الكتاب استياءً واسعًا بين قادة المسلمين في الهند، الذين اعتبروا هذه التغييرات محاولة ممنهجة لإعادة كتابة التاريخ وتشويه الرموز الإسلامية تحت غطاء “الإصلاح الأكاديمي”. كما عبّر عدد من رجال الدين من مختلف أنحاء البلاد عن إدانتهم الصريحة لما وصفوه بـ”مشروع تزييف متعمد” يستهدف الهوية الإسلامية ويهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي الهندي.
ووصف مراقبون ما يجري بأنه افتقار للعدالة والنزاهة التاريخية، مشيرين إلى أن المغول المسلمين، الذين أسّسوا جامعات ومعاهد ومساجد ونقلوا الفنون والعلوم إلى أوجها، باتوا يُقدَّمون في الرواية الرسمية كغزاة دمويين، في حين جُرِّدت شخصيات مثل أورنجزيب وبابُر من سياقاتهم التاريخية ووضعت عليهم اتهامات دون سند من المصادر العلمية الموثوقة.
في المقابل، لقيت التعديلات تأييدًا من بعض التيارات السيخية التي رأت فيها “كشفًا للحقيقة”، ما زاد من حدة الانقسام الطائفي، وأثار مخاوف من تنامي الاستقطاب داخل المجتمع الهندي المتعدد الأديان والثقافات.
ويحذّر المراقبون من أن التلاعب بالمناهج التعليمية في بلد كالهند، بتاريخه الديني المعقد وتعدديته المجتمعية، قد يؤدي إلى تداعيات عميقة تهدد التماسك الوطني وتؤجج الصراعات الثقافية والطائفية.