تسريبات تكشف حملة قمع ممنهجة ضد مسلمي سريلانكا بعد هجمات أحد الفصح

تسريبات تكشف حملة قمع ممنهجة ضد مسلمي سريلانكا بعد هجمات أحد الفصح
في تطور صادم يُعيد رسم ملامح ما حدث في سريلانكا عقب تفجيرات أحد الفصح عام 2019، كشفت تسريبات جديدة عن مؤامرة سياسية ممنهجة استُغلت فيها الفاجعة الدموية التي أودت بحياة 269 شخصاً، لتوجيه حملة قمع شرسة ضد الجالية المسلمة في البلاد.
وتشير الوثائق المسرّبة إلى أن الحملة الأمنية والإعلامية التي تلت التفجيرات لم تكن نتيجة “إخفاق استخباراتي”، كما أُعلن سابقاً، بل جزءاً من خطة مدروسة لتعزيز مكاسب انتخابية وتصعيد خطاب الكراهية ضد المسلمين، من خلال شبكة من الشخصيات النافذة شملت “أستاذاً مزيفاً” في مكافحة الإرهـ،ـاب، ومحطة تلفزيونية محلية ضخّت محتوى معادياً للإسلام، بالإضافة إلى مستشار قانوني مسلم يُتهم اليوم بـ”خيانة مجتمعه” وتضليل العدالة.
ووفقاً لتقارير إعلامية محلية، فإن هذه الأطراف تواطأت في رسم صورة مشوهة للمجتمع المسلم باعتباره تهديداً أمنياً، ما مهّد الطريق لاعتقالات واسعة طالت مئات الأشخاص، بمن فيهم سياسيون وناشطون دينيون، دون أدلة كافية، فضلاً عن تعذيب وتشريد وممارسات ترهيب استهدفت المساجد والمؤسسات الإسلامية.
في ظل هذه التطورات، تصاعدت الأصوات الحقوقية والشعبية في سريلانكا مطالبة بفتح تحقيق جنائي شفاف ومستقل، يشمل كبار مسؤولي الأمن، والجهات الإعلامية المتورطة، وجميع من أسهم في خلق بيئة التحريض والقمع. ويؤكد نشطاء أن ما جرى بعد التفجيرات تجاوز حدود محاربة الإرهاب، وتحول إلى هجوم سياسي منظم ضد أقلية دينية بكاملها، وسط غياب كامل للمساءلة.
الفضيحة الجديدة تضع الحكومة السريلانكية أمام اختبار حقيقي لاستعادة الثقة الداخلية والدولية، ووقف المسار التصاعدي لخطابات الكراهية والطائفية التي تهدد نسيج البلاد الاجتماعي.