بنغلاديش على حافة التطرف: عودة “الجماعة الإسلامية” وتمدّد الحركات التكفيرية

بنغلاديش على حافة التطرف: عودة “الجماعة الإسلامية” وتمدّد الحركات التكفيرية
تشهد بنغلاديش في الأشهر الأخيرة سلسلة من التطورات المروّعة، تنذر بتحول البلاد إلى بؤرة للتطرف الديني والعنف التكفيري، مع تصاعد نفوذ جماعات متشددة تتبنى منهج تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي، في ظل تواطؤ سياسي واضح، أعاد “الجماعة الإسلامية” المتطرفة إلى الواجهة بعد سنوات من الحظر والمساءلة.
وبحسب تقرير دولي صدر مؤخراً، فإن بنغلاديش دخلت مرحلة خطيرة من الانحدار الحقوقي والاجتماعي، أعقبت الإطاحة بحكومة الشيخة حسينة، حيث شهدت البلاد موجات من الهجمات الدموية على الأقليات الدينية والعرقية، وتفجّر العنف تحت رايات التكفير، مع هدم دور العبادة، ورفض علني لأي إصلاحات تخص حقوق المرأة.
وحذّر التقرير من أن هذه الممارسات لم تعد حوادث فردية أو سرية، بل باتت جزءاً من المشهد السياسي اليومي، بعد أن وفّرت الحكومة الانتقالية بقيادة يونس محمد غطاءً سياسياً لتلك الجماعات، وعلى رأسها “الجماعة الإسلامية” التي تلاحقها اتهامات تاريخية بالمشاركة في مجازر عام 1971 بالتعاون مع الاحتلال الباكستاني.
ويعيد هذا التحول للأذهان مشهد أفغانستان في تسعينيات القرن الماضي، حيث يتزايد انتشار خطاب “طالـ،ـبان بنغلاديش” الذي يوظف الشريعة المتشددة كأداة للبطش والإقصاء، لا كقيمة للعدالة، ويستغل الدين في شرعنة العنف لا نشر الرحمة.
وسجّلت جماعات مثل “حفظة الإسلام”، التي كانت محظورة بالأمس، حضوراً مقلقاً في الشارع، عبر قيادة مظاهرات عنيفة وفرض خطاب تكفيري متطرف، يعارض تحديث قوانين الأحوال الشخصية ويهدد حقوق المرأة باسم “الفضيلة”، بينما تتساقط الأقليات تحت مقاصل الاعتداءات بلا رادع.
ويؤكد المراقبون أن ما يحدث في بنغلاديش ليس مجرد انتكاسة دينية، بل انقلاب شامل على التعددية، ومسار ديمقراطي يُجرّ نحو الهاوية، في ظل صمت دولي مريب عن جرائم تتصاعد بحق الهندوس، والبوذيين، والنساء، في رسالة صارخة مفادها أن مستقبل البلاد يسير نحو المحرقة لا المصالحة، ونحو مقصلة الفكر لا تعددية الوجدان.