تايلاند تتجه لتعزيز مكانتها في سوق الحلال العالمي البالغ 3.1 تريليون دولار

تايلاند تتجه لتعزيز مكانتها في سوق الحلال العالمي البالغ 3.1 تريليون دولار
في خطوة استراتيجية تعكس تحولًا اقتصاديًا لافتًا، أعلنت تايلاند عزمها توسيع حضورها في سوق الحلال العالمي، الذي يُتوقع أن تتجاوز قيمته 3.1 تريليون دولار بحلول عام 2027، وذلك عبر تبنّي رؤية قائمة على احترام القيم الإسلامية في الإنتاج والجودة، والسعي لتلبية احتياجات متزايدة لنحو ملياري مسلم حول العالم.
وأكدت وزارة التجارة التايلاندية أن هذا التوجه الجديد يُعد “فرصة ذهبية” لا يمكن تجاهلها، مشيرة إلى أن المسلمين يُشكّلون أكثر من 23% من سكان الأرض، ويملكون طاقة استهلاكية متسارعة تدفع باتجاه تطوير منتجات تتماشى مع المعايير الشرعية في الطهارة والسلامة والأخلاقيات.
ولم يعد سوق الحلال، بحسب المسؤولين، مجرد قطاع متخصص، بل تحوّل إلى منظومة اقتصادية متكاملة تشمل الأغذية، والأدوية، ومستحضرات التجميل، والملابس، والسياحة. وتشير الإحصائيات إلى أن 1.38 تريليون دولار من حجم هذا السوق خُصصت للغذاء والشراب في عام 2024، مع توقعات بارتفاع الرقم إلى 1.89 تريليون دولار بحلول 2026.
وتُبرز التجربة التايلاندية كيف يمكن للقيم الإسلامية أن تُترجم إلى معايير إنتاج تجذب المستهلكين من مختلف الخلفيات، حيث لم تعد منتجات الحلال حكرًا على المسلمين، بل باتت مقصداً لمن يبحث عن الجودة والنقاء والبعد الأخلاقي في الاستهلاك.
وتُظهر الأرقام أن صادرات تايلاند من المواد الغذائية إلى دول منظمة التعاون الإسلامي تجاوزت 7.1 مليار دولار في عام 2024، وهو ما يعزز من فرص البلاد في تحويل هذا السوق إلى رافعة تنموية عادلة تراعي الخصوصيات الدينية والثقافية لشعوب العالم الإسلامي.
ومع توقعات بارتفاع عدد المسلمين إلى 2.76 مليار نسمة بحلول عام 2050، فإن سوق الحلال لم يعد مجرد خيار استهلاكي، بل أصبح مكوِّنًا من مكونات الهوية الاقتصادية العالمية، يسهم في إعادة تشكيل السياسات التجارية والأنظمة الإنتاجية وفق مبادئ مستمدة من الشريعة الإسلامية.