جامعة دلهي تُثير جدلًا واسعًا بإدراج “الإسلام” كلغة أُمّ وتجاهل الأردية من نموذج القبول

جامعة دلهي تُثير جدلًا واسعًا بإدراج “الإسلام” كلغة أُمّ وتجاهل الأردية من نموذج القبول
أثار نموذج القبول الصادر عن جامعة دلهي مؤخرًا موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط الأكاديمية والاجتماعية، بعد أن تضمّن خانة تُدرج “الإسلام” كلغة أم، في حين غابت اللغة الأردية -التي تُعدّ من اللغات الرسمية المعترف بها دستوريًا في الهند – بشكل كامل عن القائمة.
وقد وصفت الجامعة هذا الإدراج بأنه “خطأ طباعي”، إلا أن العديد من الأكاديميين والناشطين اعتبروا ما حدث تجاوزًا خطيرًا للهوية الثقافية والدينية لملايين المواطنين المسلمين، واعتداءً مستترًا على مكون أساسي من مكونات النسيج الهندي المتعدد.
واعتبر مراقبون أن إدراج “الإسلام” – وهو دين وليس لغة – في خانة اللغة الأم، يعكس نزعة إقصائية واستخفافًا بالهوية اللغوية والفكرية للمجتمع المسلم، الذي تُعد الأردية ركيزة أساسية في ثقافته وتاريخه الممتد. وقد عبّر كثيرون عن استغرابهم من هذا “الخطأ”، خاصة وأنه ورد في وثيقة رسمية صادرة عن واحدة من أعرق الجامعات في الهند.
ورأى محللون أن إسقاط الأردية من نموذج القبول لا يمكن فصله عن السياق السياسي والثقافي الذي يشهده المجتمع الهندي، حيث تتعرض بعض الأقليات لمحاولات تهميش منظم، تطال ليس فقط الحقوق السياسية، بل اللغات والثقافات التي تُجسّد هذه الهويات.
وفي بيان أصدرته جهات طلابية وأكاديمية، أكدت أن ما حدث لم يكن مجرد زلة مطبعية، بل “انحراف عن روح التعدد والعدالة التي يفترض أن تقوم عليها المؤسسات التعليمية”، مشددين على أن المعركة ليست دفاعًا عن حروف أو نماذج، بل عن كرامة وهوية، وعن احترام الدستور الذي يكفل المساواة والتنوع.
وتشهد الهند منذ سنوات تصاعدًا في التوترات المرتبطة بالهوية الدينية واللغوية، وسط دعوات متزايدة لوقف محاولات طمس الموروث الإسلامي واللغوي، والإقرار الكامل بمكانة الأردية في الفضاء الثقافي والتعليمي للبلاد.