فصل جماعي لـ114 موظفًا مسلمًا في أحد مزارات الهند يفضح تصاعد الإسلاموفوبيا المؤسسية

فصل جماعي لـ114 موظفًا مسلمًا في أحد مزارات الهند يفضح تصاعد الإسلاموفوبيا المؤسسية
في مشهد صادم يعكس تصاعد وتيرة الإسلاموفوبيا المؤسسية في الهند، فُصل 114 موظفًا مسلمًا دفعة واحدة من معبد “شاني شينغنابور” في ولاية ماهاراشترا، تحت ضغط جماعات متطرفة مرتبطة بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، بذريعة “الإساءة للمشاعر الدينية”.
القرار الذي أثار موجة غضب واسعة، طال موظفين عملوا لسنوات في مهام خدمية بسيطة كتركيب المباخر وتنظيف منصة العبادة، لكن وجودهم في المكان بات فجأة “مرفوضًا” فقط لكونهم مسلمين، في انتكاسة خطيرة لمبدأ المواطنة والمساواة أمام القانون.
وبحسب تقارير محلية، فقد أُجبر العمال المسلمون على مغادرة وظائفهم دون سابق إنذار، فيما انتقل التمييز إلى مستويات أكثر فجاجة في قرية غوها المجاورة، حيث تم تحويل ضريح إسلامي تاريخي إلى معبد هندوسي بشكل قسري، ونُصبت فيه تماثيل، وفرضت غرامات على أي محاولة للتعبير عن التعاطف مع المسلمين.
وتأتي هذه الخطوة وسط صمت رسمي وتواطؤ واضح من السلطات، حيث رفضت حكومة الولاية بقيادة ديفيندرا فادنافيس التدخل لوقف الانتهاك، رغم جهود شخصيات بارزة كـ توشار غاندي للوساطة والتهدئة، في حين أطلق بعض المسؤولين تصريحات وُصفت بالتحريضية، أسهمت في تأجيج الكراهية الطائفية.
ويحذر مراقبون من أن ما حدث في “شاني شينغنابور” ليس مجرد حادثة معزولة، بل يمثل حلقة متقدمة في سلسلة استهداف منظم للمسلمين في الهند، يجري فيه تسييس الدين وتحويله إلى أداة للإقصاء والتمييز، تحت شعارات “حماية المقدسات” التي تُستخدم لتبرير سياسات تطهير ديني ناعمة.
وتطالب منظمات حقوقية الحكومة الهندية بالتحرك الفوري لإعادة الموظفين إلى وظائفهم، ووقف مسلسل الانتهاكات ضد الأقلية المسلمة، التي تشكل أكثر من 200 مليون نسمة، يعيشون اليوم تحت وطأة تهديد يومي متصاعد لحقوقهم الأساسية.