طرد طالبة مسلمة من قاعة امتحانات في كولكاتا الهندية بسبب الحجاب

طرد طالبة مسلمة من قاعة امتحانات في كولكاتا الهندية بسبب الحجاب
في حادثة أثارت صدمةً واسعة في الأوساط الحقوقية والتعليمية، طُردت الطالبة المسلمة “فرحين خان” من مركز امتحانات رسمي في مدينة كولكاتا الهندية، بعدما رفضت نزع حجابها الإسلامي أثناء أدائها امتحان “نيت NEET” الطبي، أحد أهم الامتحانات المصيرية في البلاد، ما أعاد إلى الواجهة الجدل المحتدم حول التمييز الديني وتقييد الحريات الشخصية في المؤسسات العامة.
فرحين، التي قدمت من منطقة بيكباغان، وصلت إلى المركز الامتحاني في الوقت المحدد، ملتزمة بكل الشروط المنصوص عليها من قبل الهيئة الوطنية للامتحانات، والتي تجيز بوضوح ارتداء الزي الديني وفق ضوابط الأمن المعتمدة. إلا أن ما واجهته داخل المركز لم يكن مجرد تعسف إداري، بل ما يشبه الإهانة العلنية، حسب وصف شهود عيان.
فمنذ اللحظات الأولى، تعرضت الطالبة لمضايقات لفظية من بعض الموظفين، ثم قوبلت برفض قاطع لدخولها قاعة الامتحان ما لم تخلع حجابها، دون تقديم أي سند قانوني لهذا الإجراء. وعندما طالبت بتوضيح رسمي حول أسباب المنع، قوبلت بإجابة وصفها متابعون بـ”المهينة”، حيث طُلب منها صراحة العودة إلى منزلها.
ورغم ضغوط زملائها ومراقبين محليين، لم يُسمح لفرحين بالدخول إلا بعد مضي وقت طويل، حُرمَت خلاله من التركيز والهدوء المطلوبين، ولم تُمنح سوى نصف الوقت المخصص للامتحان، ما أثّر بشكل مباشر على فرصها في النجاح.
الحادثة أثارت ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي وبين نشطاء حقوق الإنسان، الذين اعتبروا ما جرى “انتهاكًا صارخًا لحرية المعتقد” و”تمييزًا مؤسسيًا يعكس تآكلًا خطيرًا في القيم الديمقراطية”. كما طالبت منظمات مدنية بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الحادث، داعية إلى حماية الطلاب من أي شكل من أشكال التمييز أو الإقصاء على أساس ديني أو ثقافي.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة حوادث مشابهة في الهند خلال السنوات الأخيرة، ما يثير مخاوف متزايدة من تراجع الحريات الدينية وتفاقم التوترات المجتمعية في المؤسسات التعليمية التي يُفترض بها أن تكون منارات للعلم لا ساحات للتمييز.