إغلاق مفاجئ للحدائق العامة خلال عيد الأضحى يُفجّر غضب المسلمين في بوني الهندية

إغلاق مفاجئ للحدائق العامة خلال عيد الأضحى يُفجّر غضب المسلمين في بوني الهندية
في حادثة أثارت موجة استياء واسع، فوجئ آلاف المسلمين في مدينة بوني بولاية ماهاراشترا الهندية، صباح ثاني أيام عيد الأضحى، بإغلاق مفاجئ لعدد من الحدائق العامة التي اعتادوا على ارتيادها للاحتفال بالمناسبة، دون صدور أي إعلان رسمي مسبق من السلطات المحلية.
وقد شمل الإغلاق حدائق شهيرة مثل “ساراسباغ” و”شانيوار وادا”، ما أدى إلى إفساد أجواء العيد، وتفريق العائلات، وحرمان الأطفال من الفرح واللعب، وسط حالة من الإحباط والغضب في أوساط المجتمع الإسلامي المحلي، الذي وصف هذه الخطوة بأنها تمييز ديني صارخ، وانتهاك للقيم الدستورية القائمة على التعددية والمساواة.
واعتبر “مؤتمر مسلمي ماهاراشترا” هذا الإجراء تصعيدًا مقلقًا ضمن سلسلة من السياسات الإقصائية التي تستهدف المسلمين، ووجّه مذكرة احتجاج رسمية إلى السلطات، مطالبًا بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن ما وصفه بـ”الجريمة الإدارية”، التي تسعى لتهميش الشعائر الإسلامية ومحوها من المجال العام.
وتعززت المخاوف من الطابع السياسي المتعمد للإغلاق، بعد ورود تقارير تُشير إلى تورّط عضو البرلمان عن حزب بهاراتيا جاناتا، ميدها كولكارني، في دفع السلطات لاتخاذ هذا القرار الاستفزازي، في خطوة وُصفت بأنها تعكس نمطًا ممنهجًا في التضييق على المسلمين في مناسباتهم الدينية.
ورغم موجة الغضب والاحتجاجات، لم تُصدر إدارة الحدائق حتى الآن أي توضيح رسمي، ما زاد من حدة التساؤلات بين أبناء الطائفة المسلمة، الذين عبّر كثير منهم عن خيبة أملهم من استمرار التضييق على حرياتهم، قائلين: “هل أصبح الاحتفال بعيد الأضحى تهمة في الهند الجديدة؟”
ويأتي هذا الحادث في سياق تصاعد الضغوط التي يواجهها المسلمون الهنود، وسط مؤشرات مقلقة على تضييق ممنهج على المظاهر الإسلامية في الفضاء العام، الأمر الذي يرى فيه مراقبون تهديدًا خطيرًا لمبدأ التعايش ولحقوق المواطنة المتساوية في أكبر ديمقراطية في العالم.