آسیا

منع صلاة العيد في ميدان أغسطس كرانتي يعمّق شعور التهميش لدى مسلمي مومباي الهندية

منع صلاة العيد في ميدان أغسطس كرانتي يعمّق شعور التهميش لدى مسلمي مومباي الهندية

في سابقة تتكرر للعام الثاني على التوالي، مُنع آلاف المسلمين في مدينة مومباي الهندية من أداء صلاة عيد الأضحى في ميدان أغسطس كرانتي التاريخي، في مشهد يعكس تنامي القلق من التضييق على الحريات الدينية في واحدة من أكبر مدن الهند.
الميدان، الذي ظلّ لعقود يحتضن مشاهد مهيبة لصلاة العيد، بقي هذا العام خالياً من صفوف المصلين، بعدما رفضت الشرطة منح الإذن بالتجمع بحجة “الحفاظ على النظام العام” — المبرر ذاته الذي يُتداول كل عام، رغم خلوّ المناسبة من أي حوادث أمنية تُذكر منذ أكثر من نصف قرن.
وكان أبناء الجالية المسلمة قد تقدموا بطلب رسمي للحصول على موافقة لإقامة الصلاة، في خطوة قانونية تزامنت مع توجيهات المحكمة العليا بضرورة الفصل في الموضوع من قبل سكرتير وزارة الشؤون الثقافية، إلا أن السلطات التزمت الصمت، ليُحسم الأمر فعلياً برفض ضمني.
ويؤكد ناشطون من الجالية المسلمة أن ما يُطالبون به ليس امتيازاً، بل حق دستوري، مشيرين إلى أن الميدان ذاته كثيراً ما يُمنح لإقامة فعاليات ترفيهية وحفلات موسيقية دون عوائق، بينما تُغلق أبوابه حين يتعلق الأمر بأداء شعيرة دينية في أهم مناسبة سنوية للمسلمين.
وقال أحد أئمة المدينة إن “المسلمين في مومباي يشعرون اليوم أنهم لا يُعاملون كمواطنين كاملي الحقوق”، مضيفاً أن منع الصلاة في ساحة تاريخية تحوّل إلى رمز للحرمان والتمييز، بدل أن يكون ساحة للوحدة والسكينة.
ويرى مراقبون أن تكرار هذا المنع يعزز المخاوف من تآكل المساحات العامة المتاحة للمسلمين، ويطرح تساؤلات حول التوازن بين الأمن وحرية المعتقد، خصوصاً في بلد يتباهى بتنوعه الديني والثقافي.
وبينما غاب المصلّون عن الميدان، لم تغب مشاعر الحزن والخذلان التي سيطرت على آلاف الأسر المسلمة، التي وجدت في حرمانها من إقامة الصلاة في مكانها المعتاد رمزاً لما هو أعمق من مجرد إجراء إداري، بل مؤشرًا على واقع تتقلص فيه مساحة العدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى