آسیا

حملة أمنية تستهدف مكبرات صوت الأذان في مساجد مومباي تثير موجة غضب واتهامات بانتهاك حرية الدين

حملة أمنية تستهدف مكبرات صوت الأذان في مساجد مومباي تثير موجة غضب واتهامات بانتهاك حرية الدين

في تصعيد خطير يمسّ حرية المسلمين الدينية في واحدة من أكثر مدن الهند تنوعًا، أطلقت قوات الشرطة في مدينة مومباي حملة أمنية مفاجئة استهدفت مكبرات الصوت في عدد من المساجد، ما أثار موجة استياء واسعة وسط اتهامات مباشرة للسلطات بتجاوز القانون واستفزاز المشاعر الدينية للمجتمع الإسلامي.
ووفق شكاوى متكررة من إدارات المساجد، قامت عناصر من الشرطة باقتحام بعض دور العبادة دون إشعار مسبق، وأزالت أجهزة الصوت المستخدمة في رفع الأذان، متذرعة بحكم صادر عن محكمة بومباي العليا يحدد الحد الأقصى للضوضاء المسموح به بـ55 ديسيبل خلال النهار و45 ديسيبل ليلًا. غير أن اللافت، بحسب مسؤولي المساجد، أن هذه الإجراءات نُفذت دون إجراء أي قياسات فنية أو تحقق من التزام تلك المساجد بالمعايير القانونية.
قادة المجتمع الإسلامي في مومباي وصفوا الحملة بأنها “غير قانونية وانتقائية”، متسائلين عن صمت السلطات تجاه الاحتفالات والمهرجانات التي تستخدم مكبرات الصوت بشكل صاخب ولفترات طويلة دون رقابة أو تدخل. وأكدوا أن الأذان، الذي لا تتجاوز مدته دقائق معدودة، لا يشكل مصدرًا للإزعاج بقدر ما يمثّل شعيرة أساسية من شعائر الإسلام.
وبينما تتصاعد وتيرة الغضب الشعبي، شهدت العديد من المساجد لقاءات طارئة ضمّت علماء دين ونوابًا محليين وشخصيات اجتماعية، لبحث سبل الرد القانوني والشعبي على ما اعتبروه انتهاكًا صارخًا لحرية العقيدة المضمونة في الدستور الهندي.
ويأتي هذا التطور وسط أجواء سياسية مشحونة، يُنظر فيها إلى بعض السياسات المحلية باعتبارها جزءًا من اتجاه أوسع لتهميش المسلمين، في وقت يحذّر فيه مراقبون من مخاطر المساس بالرموز الدينية باعتبارها بوابة لمزيد من التوتر والانقسام في نسيج المجتمع الهندي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى