آسیا

خطر الإخلاء والهدم يهدد مئات الأسر في أكبر حي إسلامي بالعاصمة الهندية

خطر الإخلاء والهدم يهدد مئات الأسر في أكبر حي إسلامي بالعاصمة الهندية

تواجه مئات الأسر المسلمة في حي أوكلا، أحد أكبر الأحياء الإسلامية في العاصمة الهندية دلهي، خطر الإخلاء القسري بعد صدور إخطارات رسمية بهدم منازلهم، بدعوى أن الأرض المقامة عليها تعود ملكيتها لجهات حكومية.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تزداد فيه المخاوف من استهداف المجتمعات المسلمة من خلال حملات الهدم، خاصة أن حي أوكلا يُعد من أكثر المناطق كثافةً بالسكان المسلمين في العاصمة، ويتميز بتنوعه الاجتماعي ووجود عدد كبير من الموظفين والأكاديميين والمهنيين.
الإخطارات، التي أُعلنت بشكل مفاجئ، تطالب سكان المنطقة بإخلاء منازلهم خلال مهلة لا تتجاوز 15 يومًا، وهو ما أثار حالة من الذعر والقلق العام، لا سيما مع اقتراب عيد الأضحى، وتزامن التحركات الميدانية مع انتشار واسع لقوات الشرطة في بعض الشوارع.
ورغم تأكيدات الأهالي على امتلاكهم وثائق رسمية تثبت إقامتهم ودفعهم المستمر للضرائب وفواتير الخدمات، فإن السلطات تقول إن هذه الإخطارات تأتي تنفيذًا لأوامر قضائية تستهدف “المباني المخالفة”، في إطار ما تصفه بخطط لحماية الأراضي العامة والبيئة.
من جانب آخر، يؤكد متابعون أن الأراضي موضوع النزاع تقع ضمن منطقة لم يتم تسويتها بشكل قانوني منذ عقود، وتشهد تداخلاً في الصلاحيات بين جهات حكومية مختلفة، مما يعقّد من وضع السكان الذين يعتبرون هذه الحملة إجراءً غير مبرر يهدد أمنهم السكني والاجتماعي.
ويثير تصاعد هذه التحركات مخاوف من اعتماد سياسات ممنهجة تستهدف المجتمعات المسلمة، في ظل تقارير تشير إلى أن غالبية المتضررين من حملات الهدم الأخيرة في ولايات عدة من الهند هم من المسلمين، وهو ما يعزّز القلق من أن تكون هذه الإجراءات ذات أبعاد تتجاوز الجوانب الإدارية والتخطيطية.
ويطالب حقوقيون وجهات مدنية بضرورة وقف هذه الإخطارات ريثما تُعاد دراسة الوضع القانوني للمنطقة بشفافية، بما يضمن حقوق السكان ويحول دون وقوع كارثة إنسانية في حي يشكّل جزءًا أساسًا من النسيج الاجتماعي للعاصمة الهندية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى