أمريكا

دون استخدام مصطلح “الإسلاموفوبيا”.. بريطانيا تقترب من اعتماد تعريف جديد لمعاداة المسلمين

دون استخدام مصطلح “الإسلاموفوبيا”.. بريطانيا تقترب من اعتماد تعريف جديد لمعاداة المسلمين

تتجه حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر نحو إقرار تعريف رسمي جديد لمعاداة المسلمين، وفق مسودة حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية BBC، لكن اللافت أن التعريف المقترح يتجنب استخدام مصطلح “الإسلاموفوبيا” رغم الوعود السابقة بإقراره.
المسودة، التي أعدتها مجموعة العمل الخاصة بالإسلاموفوبيا ومعاداة المسلمين وقدمت للحكومة لاستشارة الهيئات المختصة، تُعرّف معاداة المسلمين بأنها التحريض أو الانخراط في أفعال إجرامية أو اعتداءات لفظية أو إلكترونية تستهدف المسلمين بسبب دينهم أو مظهرهم أو عرقهم، وتشمل كذلك التمييز المؤسسي والتحيز العنصري ضدهم.
ويؤكد معدّو التعريف أنه يهدف إلى حماية الأفراد والتصدي للكراهية دون المساس بمجال الحريات القانونية، في حين يجادل بعض النشطاء بأن الاعتراف بمفهوم “الإسلاموفوبيا” قد يقيّد انتقاد الدين مما دفع الحكومة – كما يبدو – إلى تجنب المصطلح والاكتفاء بتركيز التعريف على الأفعال العدائية بدلاً من المصطلحات الجدلية.
وبحسب المسودة، فإن التعريف غير ملزم قانونياً، لكنه يتيح للجهات العامة اعتماد إطار واضح لتحديد السلوكيات غير المقبولة تجاه المسلمين، وفهم أنماط التحيز وجرائم الكراهية، خاصة مع ارتفاع هذه الجرائم بنسبة 19% خلال عام 2024 وفق أرقام وزارة الداخلية البريطانية. وقد تصاعدت الاعتداءات تحديداً عقب أحداث ساوثبورت وأعمال الشغب التي شهدتها البلاد في الصيف الماضي.
من جهتها، أكدت البارونة جوهير، عضو مجموعة العمل، أن التعريف المقترح “يحقق التوازن الصحيح بين حماية الأفراد وعدم تجاوز الصلاحيات”، مشيرةً إلى أن المسلمين غالباً ما يُستهدفون بناءً على هويتهم الشكلية والعرقية وليس على معتقداتهم فقط، وهو ما يستدعي الاعتراف بطبيعة التمييز الذي يتعرضون له.
وكان حزب العمال قد تعهّد سابقاً بتبني تعريف رسمي للإسلاموفوبيا بعد رفض حكومة المحافظين عام 2019 لتعريف اقترحته منظمات بريطانية وأكد أن الإسلاموفوبيا “نوع من العنصرية يستهدف مظاهر المسلمين وتعابيرهم الدينية”. إلا أن المسودة الحالية تشير إلى أن الحكومة تميل لتجنب المصطلح والاكتفاء بصياغة بديلة تركز على معاداة المسلمين.
ومع استمرار الجدل داخل الأوساط السياسية والحقوقية، يرى مراقبون أن اعتماد هذا التعريف سيشكل اختباراً مهماً لمدى التزام الحكومة الجديدة بحماية الجاليات المسلمة والاعتراف الرسمي بتنامي الكراهية ضدهم في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى