هل طالب مسلمون باعتماد العربية لغة رسمية في نيويورك بعد فوز ممداني؟
هل طالب مسلمون باعتماد العربية لغة رسمية في نيويورك بعد فوز ممداني؟
تداولت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مقطعاً مصوراً يزعم أن مسلمين في نيويورك يطالبون باعتماد اللغة العربية لغة رسمية في المدينة، وذلك عقب فوز الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك. وتزامن انتشار المقطع مع موجة من التعليقات الغاضبة والمضامين التحريضية، خصوصاً في مدينة تضم واحداً من أكبر التجمعات اليهودية في الولايات المتحدة.
المقطع المتداول يظهر شخصاً ملتحياً يرتدي الكوفية ويتحدث عبر مكبر صوت وسط حشد يرفع لافتات وأعلام فلسطين، مردداً عبارات مثل: “لا نحتاج الإنجليزية… سنجعل العربية اللغة الرسمية في نيويورك”. وقد جرى تداول الفيديو بكثافة على منصتي إكس وإنستغرام بلغات متعددة.
ومع تصاعد الجدل، أجرت جهات مختصة فحصاً دقيقاً للمقطع لكشف حقيقته. وتبيّن أن الفيديو مُنشر أصلاً بجودة عالية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني عبر حساب موثق باسم P.N.Rai على منصة إكس، قبل أن تُعيد حسابات هندية نشره بعد إضافة نصوص وشعارات محرّفة، ما جعل النسخ المعدّلة أكثر انتشاراً من النسخة الأصلية.
التحليل البصري للمشهد كشف أيضاً أن الخلفية في الفيديو لا تعود إلى محيط مبنى “إمباير ستيت” كما حاولت بعض المنشورات الإيحاء، إذ تبيّن وجود اختلافات معمارية واضحة، وغياب للملامح الدقيقة الخاصة بالمبنى. كما أظهرت مقارنة المقطع مع صور “التجول الافتراضي” في خرائط غوغل من عام 2017 عدم تطابق المشهد مع الواقع.
وبالاستعانة بأدوات متخصصة لكشف المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي، أكدت النتائج أن الفيديو مزيف بالكامل، وأنه جزء من حملة ممنهجة لتأجيج الخطاب المعادي للمسلمين في الولايات المتحدة، وربطه بفوز العمدة الجديد.
ويُعرف زهران ممداني بقدرته على التواصل مع المكوّنات المتنوعة في نيويورك، إذ يتقن الإنجليزية والسواحيلية والهندية، إلى جانب مواقفه السياسية الواضحة، ومنها انتقاده الحاد للسياسات الإسرائيـ،ـلية ووصفه الحرب على غزة بأنها “إبادة جماعية”.
ولا توجد أي معلومات أو مؤشرات رسمية أو شعبية في نيويورك تشير إلى طرح اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في المدينة، ما يجعل الادعاءات المتداولة عارية عن الصحة بالكامل.
