أمريكا

مركز أبحاث يكشف: تراجع المسيحية كأغلبية دينية في أمريكا مع صعود الإسلام واللا دينيين بحلول 2070

مركز أبحاث يكشف: تراجع المسيحية كأغلبية دينية في أمريكا مع صعود الإسلام واللا دينيين بحلول 2070

كشف مركز بيو للأبحاث أن نسبة الأمريكيين المسيحيين، التي كانت تقارب 90 بالمئة عام 1970، انخفضت اليوم إلى نحو 62 بالمئة، ومن المتوقع أن تتراجع إلى 46 بالمئة بحلول عام 2070 إذا استمرت التوجهات الحالية. ويأتي هذا التراجع في وقت يواصل فيه الإسلام توسيع حضورهم في المجتمع الأمريكي، حيث يزيد عدد المسلمين سنويًا بنحو 100,000 شخص، بينما ينخفض عدد المسيحيين بحوالي مليوني شخص.
ولا يزال المسلمون يشكلون أقلية مقارنة بالمسيحيين، إذ يبلغ عدد أتباعهم نحو أربعة ملايين مقابل حوالي 200 مليون مسيحي، لكن النمو في أوساطهم مدعوم بالتركيبة العمرية الشابة، ومعدل الخصوبة المرتفع، إضافة إلى الهجرة والتحولات داخل السجون الأمريكية حيث يعتنق عشرات الآلاف الإسلام سنويًا.
وفي المقابل، يشهد الحضور المسيحي تراجعًا ملموسًا على الأرض، إذ أغلقت حوالي 1,500 كنيسة بين عامي 2010 و2020، بينما ارتفع عدد المساجد بنسبة 31 بالمئة خلال نفس الفترة. ويشير محللون إلى أن هذا الانزلاق مرتبط بأسلوب ممارسة المسيحيين لإيمانهم، إذ يختار العديد منهم التمسك بأجزاء محددة من العقيدة دون الالتزام الكامل، مما يؤدي إلى تمييع الهوية الدينية وإضعاف الاحتفاظ بها على المدى الطويل.
ويرى خبراء أن تراجع المسيحية يعود أيضًا إلى عوامل أوسع تشمل صعود ديانات العصر الجديد، وتغير الهويات بين السكان التقليديين، وخسارة الثقة في الدين المنظم، إضافة إلى أن الأسر والكنائس لم تعد تربي الأطفال على الالتزام الكنسي كما كان سابقًا.
ورغم بعض الإشارات للنهضة في أوساط الشباب السياسيين المحافظين، إلا أن مراقبين يحذرون من أن تأثيرها محدود على الاتجاهات الوطنية العامة. وتضيف الدراسات أن صعود “اللافئات” من الأمريكيين الذين يعرّفون أنفسهم كملحدين أو لا دينيين قد يجعل هذه الفئة الأغلبية بحلول عام 2070، بنسبة متوقعة تصل إلى 52 بالمئة، وهو ما قد يمثل أكبر تحدٍ للمسيحية في المستقبل، حتى أكثر من المنافسة مع الإسلام.
ويخلص محللون إلى أن استمرار التراجع للمسيحية في أمريكا ليس مفاجئًا، ويتطلب تغييرات جذرية على مستوى الكنيسة والمجتمع إذا أرادت الحفاظ على حضورها كأغلبية دينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى