أمريكا

لونغ آيلاند: تحويل مقبرة إسلامية إلى مرفق ديني شامل في خطوة تعزز التعايش والتسامح

لونغ آيلاند: تحويل مقبرة إسلامية إلى مرفق ديني شامل في خطوة تعزز التعايش والتسامح

في تطور لافت يعكس نضج الحضور الإسلامي وتقدّمه نحو الانفتاح المجتمعي، أعلنت السلطات المحلية في بلدة إيزت موريتشيس بمدينة لونغ آيلاند، عن اعتماد تعديلات جوهرية على مشروع مقبرة إسلامية، لتحويلها إلى مرفق مفتوح لجميع الأديان والمعتقدات، على مساحة تمتد لأكثر من 28 فدانًا.
وكان المشروع في نسخته الأولى مخصصًا حصريًا لدفن المسلمين، قبل أن يُعاد النظر فيه استجابة لضغوط مجتمعية وحوارات واسعة بين أبناء البلدة والقيادات الدينية، لتُقرّ السلطات إدماج أتباع الديانات الأخرى ضمن خطة التوسعة، في خطوة وصفها مراقبون بـ”التاريخية” في مسيرة التعددية الدينية بأميركا.
وأكد القائمون على المشروع أن القرار لا يُلغي خصوصية المكوّن الإسلامي في المدينة، بل يعزز حضوره ضمن إطار أكثر شمولاً، يجعل من المقبرة نموذجًا للتعايش والحوار بين الأديان، ويؤكد أن القيم الإسلامية لا تتناقض مع الانفتاح على الآخر، بل تنطلق من مبدأ العدالة والرحمة واحترام الإنسان في حياته ومماته.
وقد تم تقليص عدد القبور المخططة مقارنة بالمسودة الأولى، مراعاةً لضرورات بيئية وتنظيمية، دون المساس بالهدف الروحي والإنساني للمشروع، الذي بات يُنظر إليه كمبادرة تقدم صورة مشرقة عن المسلمين كفاعلين في صناعة المشترك الأميركي، لا كمجتمع منعزل أو منغلق.
ويحمل هذا القرار رسالة بالغة الأثر، مفادها أن المبادرات الإسلامية يمكن أن تكون جسورًا للتلاقي لا أسوارًا للعزلة، وأن بناء مرافق دينية لا يقتصر على تحقيق مطلب مجتمعي محدود، بل يسهم في ترسيخ حضور المسلمين كجزء من النسيج الوطني الأميركي، في ظل احترام متبادل، وتعاونٍ يعكس جوهر الإسلام وقيمه العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى