جيل Z المسلم في كندا يصوغ وعيًا جديدًا للإسلام ويعيد رسم صورته في المجتمع العام

جيل Z المسلم في كندا يصوغ وعيًا جديدًا للإسلام ويعيد رسم صورته في المجتمع العام
في مشهد يعكس بزوغ وعي إسلامي معاصر، يتصدّر شباب المسلمين من جيل الألفية الجديدة – المعروف بـ “جيل Z” – حركةً فكرية واجتماعية ناشئة تعيد تقديم الإسلام في كندا بصورة تجمع بين الأصالة والتجدد، وبين الانتماء والاندماج.
ففي مدينة فانكوفر، التي تُعد من أكثر مدن العالم تنوعًا ثقافيًا، أظهرت تقارير محلية أن هذا الجيل بات يلعب دورًا محوريًا ليس فقط في تمثيل الجالية الإسلامية، بل في صياغة خطاب اجتماعي جامع يتحدى الصور النمطية، ويروّج لقيم الإسلام كدين رحمة، وعدالة، وعقلانية.
هؤلاء الشباب لم يعودوا محصورين داخل أسوار المساجد، بل باتوا فاعلين في الجامعات، وفي المنظمات المدنية، وداخل المنصات السياسية المحلية. يقودون حملات توعية ضد الإسلاموفوبيا، ويُطلقون مبادرات ثقافية وتطوعية، ويُنتجون محتوى إعلاميًا يُسلّط الضوء على الهوية الإسلامية بصورتها الحقيقية، بعيدًا عن التشويه والتحريف.
وباتت المساجد، بفضل هذا الجيل، فضاءات للإبداع والنقاش، لا مجرد أماكن للعبادة. وتحولت برامج الإرشاد، والحوار بين الأديان، وجمع التبرعات، إلى ثقافة يومية لدى الشباب المسلم، الذي يوازن بثقة بين التديّن والمواطنة.
وفي سوق العمل، يقتحم هؤلاء الشبان والشابات مجالات الإعلام والتقنية والاقتصاد، دون أن يتنازلوا عن قيمهم أو ملامحهم الدينية. كما أن الرموز الإسلامية كالحجاب باتت تعبيرًا عن القوة والاعتزاز بالهوية، كما في تجربة المصوّرة “زينب بنت يونس”، التي حوّلت عدستها إلى أداة فنية لتغيير النظرة النمطية تجاه المرأة المسلمة، من خلال سلسلة صور فوتوغرافية لاقت صدى واسعًا داخل كندا وخارجها.
إنه جيل يصيغ تديّنه بلغة العصر، ويقدّم الإسلام كرافد إنساني وأخلاقي في مجتمع تعددي، ويؤكد – من خلال أفعاله اليومية – أن الإيمان ليس عائقًا أمام الاندماج، بل قوة دافعة لبناء مستقبل أفضل.